لا تسعف ثلاث ساعات المرضى الذين يراجعون طوارئ المستشفيات الحكومية أملا في جرعة دواء عاجلة تنقذهم مما هم فيه وتنهي معاناتهم. وبات أبسط معدل للبقاء على مقاعد الانتظار لا يقل عن خمس ساعات، فيما التأوه ينتاب كل من ألقى بجسده على تلك المقاعد غير المريحة.. ولا يختلف الحال بين مستشفى وآخر وكأن هناك شبه عامل مشترك في طول الانتظار، الأمر الذي دعا «عكاظ» إلى الاقتراب من تلك المعاناة للتعرف على واقعها وأسبابها. ما أن تدخل إلى طوارئ مستشفى الملك عبدالعزيز إلا وتجد الحسرة والغضب على محيا المرضى أو ذويهم جراء التأخر في الدخول إلى طبيب الطوارئ، فحين دخلنا كان الرقم قد وصل عند الطبيب 35 بينما وصل عند المرضى إلى 63. على أحد مقاعد الانتظار جلس مواطن مصطحبا ابنه المريض بارتفاع في درجة الحرارة، مؤكدا أنه ينتظر من التاسعة صباحا، وله أكثر من ساعتين ولم يدخل على الطبيب المعالج، مشيرا إلى أن طول الانتظار يؤكد أن هناك خللا ما يجب معالجته. ولم يختلف الوضع بالنسبة للمريض سلمان عميشي، الذي يعتبر الانتظار لمدة طويلة لا يتناسب مع حجم الإمكانيات التي خصصتها الدولة لقطاع الصحة، ويجب على وزارة الصحة المسارعة في حل وضع أقسام الطوارئ في المستشفيات. ولا يعرف المراجع طارق الشيخي السر وراء عدم مضاعفة عدد الأطباء في أقسام الطوارئ بدلا من طول الانتظار: «على الوزارة النزول إلى أرض الواقع لتعرف ماذا يحدث للمراجعين، فمن غير الطبيعي أن ننتظر كل هذه المدة». لكن المتحدث الرسمي والمشرف العام على المركز الإعلامي بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور شارع بن مزيد البقمي أكد أن قسم الطوارئ بالمستشفى يتبع آلية تنظيمية في استقبال الحالات الطارئة، حيث يتم استقبال عدد كبير من الحالات بشكل يومي على مدى 24 ساعة، ويتم تقييم الحالات الطارئة من قبل أطباء الطوارئ وهم خمسة أطباء طوارئ على الأقل، ويتم استدعاء أطباء آخرين للحالات الطارئة عند اللزوم. وبين أن تقديم الخدمة يعتمد الأولوية للحالات الطارئة جدا فالأقل، والأمر يخضع لتقدير الأطباء وهم الذين يحددون المدة الزمنية للانتظار لكل مريض وفق ما يتم إجراؤه من فحوصات أولية. وأشار إلى أن أمر توسعة صالة الانتظار لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المراجعين يظل مطروحا لإدارة المستشفى التي لن تدخر جهدا في تقديم الخدمة الطبية للمجتمع، ويظل المستشفى الجامعي بشكل عام وقسم الطوارئ بشكل خاص له طاقة استيعابية وكوادر بشرية تعمل على مدار الساعة في سبيل تقديم الخدمة الطبية للمجتمع. جدولة للانتظار أكد الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية بجدة أن طوارئ مستشفى الملك عبدالعزيز يضم 6 أطباء، وهناك جدولة يتم فيها ترتيب أرقام المراجعين كي يتسنى سرعة دخولهم وعدم الانتظار لفترة أطول، فضلا عن وجود حالات خطرة يتم التعامل معها وفق الحالة، مبينا أن فتح مستشفيات شرق وشمال جدة سيخفف الضغط على طوارئ المستشفيات الأخرى وسيساهم في حل إشكالية التكدس على مستشفيات معينة.