تجد في بعض شوارع مدن منطقة تبوك ثمة صهاريج لبيع مياه الآبار تتجول من منطقة إلى أخرى، ورغم أن هذه المياه تجلب من الآبار وربما تكون ملوثة بالبكتريا والديدان، إلا أنها تجد من يشتريها ويستخدمها في أعمال الطبخ والشرب. وفي الوقت الذي أقرت فيه أمانة تبوك بتكاثر أعداد صهاريج المياه المخالفة على الطرق، أوضحت مياه تبوك أنها تتعاون مع الأمانة في أخذ عينات عشوائية من مياه الصهاريج وتحليلها لمعرفة مدى سلامتها من البكتريا، موضحة أنه في حال اكتشاف أنها غير صالحة للشرب فإنه يتم إبلاغ الأمانة للتعامل مع المياه الملوثة. وأوضح كل من سعود ذياب وفهد البلوي بأن الكثيرين يشترون الماء من الباعة الذين يتخذون من الأرصفة موقعا لهم ومركزاً لممارسة نشاطهم غير الآمن في مخالفة واضحة لشروط الصحة العامة أولاً ومخالفة صريحة لأنظمة المرور في المقام الثاني حيث أن هذه المياه ليست موثوقة المصدر ولا يعلم من أي الآبار جلبت ناهيك على أن هؤلاء الباعة يعملون بعيداً عن أعين الجهات المسؤولة وقد تكون مياههم التي يبيعونها على المستهلكين تدس «السم في الدسم» متسائلين عن دور الجهات المعنية حيال الموضوع وفي مقدمتها مراقبي الأمانات لمنعهم ووزارة الصحة لتثقيف المواطنين حول هذه المياه وأضرارها الصحية ولماذا طال الصمت عنهم ولم يتم منعهم حتى الآن خاصة وأن هناك آبارا مرخصة من قبل الجهات المعنية. قال ماهر عويض الفايدي نشتري مياه الشوارع وبأسعار قد تكون في بعض الأحيان مبالغ فيها والمحك بيننا أن يقول البائع «والله العظيم مياه بير أو مياه زمزم» مشيراً إلى أنه في أحد المرات قام بالتزود بالمياه من أحد هؤلاء الباعة والذي أكد له أنها مياه زمزم ليكتشف فيما بعد أنها من إحدى الآبار المحلية المالحة غير المرخصة للشرب. من جهته أوضح كل من محمد العرجان وأحمد سالم الجهني أنهما سبق أنه شاهدا هذه الصهاريج مراراً تتزود بالمياه من آبار قريبة وقديمة في منطقته مشيراً إلى أن الكثير من هذه الآبار قد تكون مكشوفة للبعوض والحشرات والبكتريا الضارة ناهيك عن تجمع الجراثيم فيها ما يشكل خطرا حقيقيا على صحة المستهلكين. وفي سؤال للبائع محمد العوجان عن مصدر هذه المياه وحول إن كان يعرف عن مدى ملاءمتها للاستخدام الآدمي وخلوها من الأمراض المعدية أجاب بأنه يجلبها من بئر نظيف وأن مياهه نظيفة وصالحة للشرب. وفي موازاة ذلك حذر استشاري الصحة العامة الدكتور زكي رمضان من خطورة المياه الملوثة بشكل عام على صحة البشر قائلا انتشرت في الآونة الأخيرة في شوارع بعض المدن صهاريج لبيع مياه الشرب غير معروفة المصدر للكثير ويتم بيعها على أنها مياه آبار من مناطق مختلفة ويؤكد العاملون على بيع هذه المياه أن تلك المياه نقية. لكن المشكلة تكمن في الصهاريج وغياب النظافة عنها حيث يجب تنظيفها وتطهيرها من الداخل دوريا ومراعاة نظافة فتحة صرف الماء وخرطوم التفريغ وأن يكون غطائها محكم الغلق والأهم يجب وضع علامة أنها مخصصة لمياه الشرب فقط حتى نتجنب استخدامها في عملية صرف مياه المجاري أو مياه الصرف. وأضاف بالرغم من ذلك يجب مراعاة مآخذ أخرى لمياه الآبار تتمثل في أنها مكشوفة، فضلا عن مدى ملاءمتها للاستخدام، ويجب فهم التركيب الكيمائي للمياه الجوفية وهي تختلف حسب الصخور الموجودة فيها، إذ يجب أن تكون خالية تماما من الميكروبات والعضويات الدقيقة مثل الديدان مشيرا إلى أن الكثير من الآبار تحتوي على الديدان والحشرات وتعتبر من اهم انواع الملوثات الموجودة في المياه وبعضها يسبب امراضا خطيرة قد تؤدي للوفاة ومنها امراض الاسهال وعلى الاخص عند الاطفال الالتهاب الكبدي التيفود الكوليرا مشيرا إلى أن أكثر من 6.1 مليون شخص في العالم يلقون حتفهم نتيجة اصابتهم بالأمراض المنقولة عن طريق تلوث المياه. ويضيف الدكتور زكي أن عملية نقل المياه بالصهاريج بشكل عام غير آمنة وحتى تكون كذلك يجب أن تتوفر فيها شروط كثيرة أن يكون الوايت مصنوع من مادة لا تصدأ أو لا تتفاعل مع المياه، التأكد من نظافة كل فتحات الناقلة وأن يكون غطاؤها محكم الإغلاق. الالتزام بعدم نقل أي سوائل أخرى خلاف مياه الشرب والتأكد من كتابة، عبارة مياه صالحة للشرب على الناقلة، وجود شهادة صحية تثبت صلاحية المياه للشرب والاستهلاك الآدمي عدم السماح بتفريغ المياه من الوايتات عند وجود تغير في اللون أو عكاره أو رواسب في المياه. من جهته أوضح الناطق باسم الشؤون الصحية بمنطقة تبوك عطاالله العمراني أن الصحة تقوم بدورها التوعوي بخصوص المياه الملوثة بشكل عام وخطورتها على صحة البشر من خلال المحاضرات العامة والندوات والمنشورات الصحية مشيرا إلى أن هناك جهودا حثيثة تبذلها وزارة الصحة بهذا الصدد. إلى ذلك أقرت المديرية العامة للمياه بمدينة تبوك بوجود المشكلة وحملت أمانات المناطق مسؤولية مكافحة مثل هؤلاء الباعة. وفي نفس السياق قال مدير مياه منطقة تبوك المهندس صالح الشراري من باب حرصنا على صحة المواطنين والمقيمين نقوم بالتعاون مع الأمانة بهذا الخصوص عن طريق أخذ عينات مياه عشوائية من الصهاريج وتحليلها ومخاطبة الأمانة في حال وجود تلوث بها أو مخالفات مشيرا إلى أن هذه الظاهرة موجودة وهي تجد الدعم من شريحة كبيرة من المواطنين الذين يرون أن مياههها طبيعية وخالية من الاضافات الكيمائية. عينات عشوائية في نفس السياق قال مدير مياه منطقة تبوك المهندس صالح الشراري من باب حرصنا على صحة المواطنين والمقيمين نقوم بالتعاون مع الأمانة بهذا الخصوص عن طريق أخذ عينات مياه عشوائية من الصهاريج وتحليلها ومخاطبة الأمانة في حال وجود تلوث بها أو مخالفات مشيرا إلى أن هذه الظاهرة موجودة وهي تجد الدعم من شريحة كبيرة من المواطنين الذين يرون أن مياههها طبيعية وخالية من الاضافات الكيمائية.