أبدى سكان شرق جدة انزعاجهم مما اعتبروه تكاسلا من أمانة جدة في استكمال مشروع تحويل منطقة بحيرة الصرف الصحي والمعروفة ببحيرة «المسك» سابقا إلى رياض خضراء تضم مرافق الترفيه والراحة مثل الإنارة والسفلتة ودورات المياه والجلسات المخصصة لزوار تلك الأراضي الرطبة بنسيمها العليل وأشجارها الغناء وورودها المتعددة الألوان، والتي باتت حلما ينتظره عشرات الآلاف من الأهالي. واعتبروا التأخير في تنفيذ المشروع تراجعا عن الوعود التي قطعتها الأمانة على نفسها في أن يصبح الموقع لوحة فنية من الأراضي الرطبة عبارة عن غابة مساحتها أربعة ملايين متر مربع بها عدد كبير من الأشجار التي تم تقسيمها إلى ثلاثة مواقع هي غابة العطور وغابة الأخشاب وغابة الفواكه، وتتميّز بمناظرها الخلابة بعد أن تمت معالجة مياه الصرف الصحي فيها حيث تحولت إلى غابات لاتمل العين من مشاهدتها. لكن الطريق إلى تلك الغابات التي تمثل الأمل للأهالي، يعتبر معاناة لا يكررها أي من الراغبين في الوصول إلى الموقع، والذين يضطرون إلى التراجع عن الفكرة من منتصف الطريق. ويستغرب عبدالله الحرازي من سكان الكيلو 14 جنوبي جدة من عدم قيام أمانة جدة بتطوير الطريق المؤدي إلى منتزهات الغابات الرطبة والذي لا يزيد طوله عن 1500 متر، خاصة أنه تسبب في تدمير مركبات رواد الغابات الخضراء والذين تزايدت أعدادهم في الأشهر الأخيرة لدرجة أن المنتزه الشاسع المساحة يكتظ بالمتنزهين من بعد ظهر كل يوم خاصة في مثل هذه الأيام التي تتميز فيها عروس البحر باعتدال الأجواء في ساعات النهار، مبينا أن: مشكلة الطريق ليس في عدم سفلتته فحسب وإنما تكمن في صعوبة السير عليه بالمركبات بسبب هبوطاته وتناثر الصخور على جوانبه، ولو أن الأمانة قامت بتعبيده وسفلتته فحتما سينجلي عنا هم الذهاب إلى منتزهات الغابات الرطبة عبر هذا الطريق الذي أرهق مركباتنا وعكر صفونا. ويتساءل رمزي الزمزمي عن تصريحات مسؤولي أمانة جدة عن المبالغ التي سيتم صرفها على تطوير الأراضي الرطبة والمقدرة بعشرات الملايين ولكننا دوما نسمع جعجعة ولا نرى طحنا فكيف يسمى المنتزه بهذا الاسم وليس فيه دورات مياه، خاصة أن غالبية المتنزهين لديهم عائلات وأطفال يحتاجون إلى دورات المياه للوضوء والغسيل وقضاء حاجاتهم ولكن للأسف لازلنا نعاني من إهمال وتغييب هذه الضرورات في مشاريع حدائق ومنتزهات الأمانة باستثناء الكورنيش الذي مكث عقودا من الزمن بلا دورات مياه. ويطالب علي الأحمري بسرعة إنارة منتزهات الغابات الرطبة بشرق جدة والتي لا تحتمل أي أسرة البقاء مع حلول المغرب والظلام نظرا لتحول تلك الروضة الخضراء إلى غابة موحشة في ظل غياب الإنارة، لتقتصر الاستفادة من تلك الحدائق على الفترة من بعد الظهر إلى ما قبل المغيب. ويدعو عابد الغامدي إلى تطوير الغابات فعليا لا بالقول فقط، مستغربا غياب الجلسات العائلية على جنبات تلك الغابات، إضافة إلى ملاهي للأطفال. مروج جدة قريبا المتحدث الإعلامي بأمانة جدة الدكتور عبدالعزيز النهاري ذكر بأن المنطقة الواقعة فيها غابات الأراضي الرطبة شرق جدة ينتظرها مشروع ضخم تحت مسمى (مروج جدة) وهو مشروع كبير جدا مؤكدا بأن دراساته التصميمية جاهزة وتنتظر التنفيذ قريبا بإذن الله.