نجحت جامعة الملك عبدالعزيز في أول تجربة من نوعها في العمليات الجراحية والتي تهدد مستقبل الأطباء بعد أن أجرت وحدة طب وجراحة الأورام النسائية في قسم النساء والولادة بكلية الطب ومستشفى جامعة الملك عبدالعزيز مؤخراً عمليتي استئصال جذري للرحم والعقد اللمفاوية، لحالتي سرطان عنق رحم، بواسطة الجراح الآلي (Robotic De inci)، حيث تعدان التجربة الأولى من نوعها على مستوى المملكة. وأوضح الدكتور خالد حسين ولي سيت، رئيس وحدة طب وجراحة الأورام النسائية، الذي ترأس الفريق الطبي الذي أجرى العمليتين، والمكون من الدكتورة نسرين مختار والدكتور أحمد المرساتي والدكتور حسين باسلامة والدكتور عاصم صبغة الله، وطاقم التخدير برئاسة الدكتور عبدالعزيز بوكر، أن العملية الأولى كانت لسيدة في العقد الرابع من عمرها، فيما الثانية كانت لسيدة في العقد الثالث. وأشار إلى أن المريضتين قد غادرتا المستشفى بعد يوم واحد من إجراء العملية، لافتاً إلى أن المريضة كانت تظل لنحو 5 إلى7 أيام عند إجراء هذه العملية بالطريقة التقليدية، مرجعاً قصر فترة البقاء في المستشفى للحالتين الأخيرتين إلى أن استخدام الجراح الآلي ساعد في تسهيل العمليات الجراحية الدقيقة والمعقدة وتسريع عملية الاستشفاء بعد العملية، لا سيما أنها تتم عبر4 إلى 5 فتحات فقط لا يتجاوز قطرها ا-2سم من خلال جدار البطن . وأفاد بأن وحدة طب وجراحة الأورام النسائية في قسم النساء والولادة بمستشفى الجامعة، والتي تم افتتاحها رسمياً في 20 يونيو 2010 قد أجرت ما يقرب من 89 عملية استئصال لأورام في الجهاز التناسلي عند سيدات من أماكن متفرقة من المنطقة الغربية في المملكة، خلال العام الماضي، مبيناً أن جميع أفراد الطاقم الذين أجروا العمليات كانوا من داخل مستشفى الجامعة. وأضاف أن الوحدة تقوم بتقديم خدمات استشارية وعلاجية لحالات الأورام النسائية على مستوى المنطقة الغربية، وإنشاء برامج تثقيفية عن الأورام النسائية بهدف رفع مستوى الوعي بين السيدات في المملكة، وذلك من خلال الندوات والكتيبات الإرشادية. وبيَّن أن الوحدة تعمل على تطبيق برامج وقائية للأورام النسائية، خصوصاً عنق الرحم، وذلك عبر توفير اختبار الكشف المبكر عنه والتطعيم الخاص به، لافتاً إلى أنها تطبق برنامجاً تدريبياً تعليمياً للأطباء في مجال الأورام النسائية على مستوى التخصص العام للنساء والولادة وبصدد تطبيق برنامج على مستوى التخصص الدقيق للأورام النسائية (Fellowship ). وقال إنه على الرغم من أن نسبة الإصابة بسرطان عنق الرحم لا تتجاوز 1 في المائة عند النساء بالمملكة، إلا أن المرض بدأ يظهر في السنوات الأخيرة بشكل ملحوظ مطالباً بتطبيق برنامج وطني للكشف المبكر عن سرطان عنق الرحم في المستشفيات والمراكز المتخصصة على مستوى المملكة. ونوَّه بأن سرطان عنق الرحم يعد سادس أكثر السرطانات شيوعاً بالمملكة وأكثر ما يصيب النساء ما بين عمر 40 و49 عاماً وتقل نسبة الإصابة به تدريجياً بعد عمر الخمسين، مضيفاً أنه من المفترض (وهو الذي نطمح إلى تحقيقه) عدم وجود أي حالة إصابة بسرطان عنق الرحم بالمملكة، مرجعاً ذلك لاحتياج الفيروس المسبب لهذا المرض إلى فترة حضانة طويلة قد تصل إلى 20 عاماً، ولإعطائه علامات مبكرة قبل إحداثه للأورام، ما يسمح لنا باكتشاف الحالات في المراحل ما قبل السرطانية لو قامت جميع السيدات بعمل المسحة الطبية سنوياً لعنق الرحم للتأكد من عدم وجود خلايا غير طبيعية وسرعة القضاء عليها إن وجدت قبل تحولها إلى خلايا سرطانية. وذكر الدكتور سيت أن من أهم العوامل التي تؤدي إلى كثرة نمو الخلايا في عنق الرحم هي: الإصابة ببعض الفيروسات كالفيروس الحليمي البشري (HPV)، والتدخين، مشيراً إلى أنه من أعراض التغيرات الورمية في عنق الرحم وجود إفرازات مهبلية دموية، أو نزيف دموي، خصوصاً بعد المعاشرة الزوجية، لافتاً إلى أن هذه الأعراض قد لا تعني بالضرورة وجود سرطان عنق الرحم، لكنه يجب عند حدوثها لأي سيدة أن تقوم بالاستشارة والكشف الطبي. وبيَّن أن علاج سرطان عنق الرحم يعتمد على المرحلة الورمية من حيث نوع السرطان ومكانه وحجمه ودرجة انتشاره في الجسم، مشيراً إلى أن خيارات العلاج تراوح بين العلاج الجراحي والإشعاعي الكيماوي أو بكليهما معاً، مفيداً بأن نسبة الشفاء خلالهما تكون عالية حتى في المراحل المتقدمة.