للمرة الثانية أو لعلها الثالثة أعود لموضوع مكافحة الفساد الذي استشرى لدرجة توشك أن تعجز فيها الجهات المسؤولة عن مكافحته، وما ذلك إلا لعدم تعاون الذين يشتكون من تضررهم بآثاره بتقديم الأدلة التي يمكن بها إيقاع الفاسد في شر أعماله !! قبل أسبوعين أبدى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد محمد الشريف استعداده للاستقالة من «نزاهة» في حالة لم تحقق الهدف الرئيس من إنشائها وهو مكافحة الفساد وبكافة أشكاله وذلك وفق ما نشرت «الشرق» بعدد يوم الجمعة 15/2/1434ه وكان تعليقي على ذلك فيما كتبت بتاريخ 17/3/1434ه : أن الأمر مزعج، وإذا فشل الأستاذ محمد الشريف وهو الرجل الذي يتمتع بثقة ولي الأمر ويمتلك عزيمة وقدرة على مواجهة التحديات فإن معنى هذا أن الأمر جد خطير وأن الفساد قد بلغ مداه وأن المفسدين لهم من النفوذ ما يحميهم وهو أمر مؤسف ومحزن . وقد صح ما توقعت فقد نشرت إحدى الصحف بتاريخ 19/3/1434ه : أن رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد «نزاهة» محمد الشريف قال : إن الهيئة تمتلك معلومات عن فساد رؤوس كبيرة، إلا أنها لا تمتلك أي أدلة تطيح بتلك الرؤوس ، ودعا المواطنين والمقيمين إلى تقديم أي أدلة تثبت فساد أي شخص . وهذا صحيح فليس هناك كائن من كان فوق المساءلة أو التحقيق معه ، خاصة إذا كان الأمر يتعلق بالمصلحة الوطنية .. لكن المهم هو تعاون المواطن والمقيم مع «نزاهة». وأضاف الشريف : إن الهيئة تعاني من تدني الأدلة في كثير من القضايا التي تردها من مبلغين . ثم عاد وأكد استعداده للاستقالة من منصبه إذا لم يستطع السير في مكافحة الفساد . والذي أود أن أؤكده لمعالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد أنه إذا لم تكن ثمة حماية للمبلغ عن المفسدين فإنه لن يجد من يتعاون معه بالتبليغ ، فالمشكلة أنه إذا ما بلغ شخص عن مفسد أو مرتش، فإن مصالحه ستتضرر حيث لن يجد من يكمل له معاملاته أو يتعاون معه على استكمال عمارته، أو مشروعه أو ما قد يكون له من عمل مربوط إنهاؤه بالجهة التي ينتشر الفساد فيها ، فهل إلى مثل هذا الإجراء من سبيل؟. السطر الأخير : اسأل مجرب ولا تسأل خبير. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة