عجبت، بل وتألمت لإعلان رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف استعداده للاستقالة من (نزاهة) في حال لم تحقق الهدف الرئيس من إنشائها وهو مكافحة الفساد بكافة أشكاله! عجبت لأن الإعلان عن الفشل مزعج خاصة وأن كل الآمال معلقة بالهمة والسداد في الرأي لدى الأستاذ محمد الشريف الذي حظي بالثقة السامية لتولي أهم منصب للإصلاح. وتألمت لأن معنى هذا الإعلان تفشي الفساد من ناحية وعدم تعاون الذين يشتكون من الفساد مع الهيئة في كشف حالات الفساد والتبليغ عن الذين لا يخشون إلاً ولا ذمة!! فالهيئة -كما قال محمد الشريف في ما نشرته «الشرق» بعدد الجمعة 15/2/1434ه -: تعتمد على البلاغات التي ترد من المواطنين وما ينشر في وسائل الإعلام، مؤكدا أن الهيئة لا يمارس عليها أية ضغوط، ولم تتلق أي توجيه أو تعليمات بترك بعض الأمور، وقال: إن الهيئة ما زالت في بداية الطريق وأمامها تحديات كثيرة. وفسر الشريف تركيز الهيئة على جوانب الفساد الصغيرة، بأن المواطنين في القرى والأطراف يهمهم بالدرجة الأولى احتياجاتهم اليومية، قائلا: إن مهمتنا هي مراقبة عمل وتنفيذ هذه الخدمات، وأوضح أن حماية النزاهة ومكافحة الفساد تستلزمان برامج إصلاح شاملة، تحظى بدعم سياسي قوي، وتكتسب مضمونا استراتيجيا يقوم على تشخيص المشكلة ومعالجة أسبابها، وتعاون الأجهزة الحكومية، ومشاركة المجتمع ومؤسساته. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل فشلت (نزاهة) في الحصول على تعاون الجهات التي أشار إليها الأستاذ محمد الشريف حتى اضطر أن يعلن ما جاء في مستهل خبر «الشرق» ونصه: أبدى رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، محمد الشريف استعداده للاستقالة من (نزاهة) في حال لم تحقق الهدف الرئيس من إنشائها، وهو مكافحة الفساد بكافة أشكاله. أعود لما بدأت من أن الأمر مزعج، وإذا فشل الأستاذ محمد الشريف وهو الرجل الذي يتمتع بثقة ولي الأمر ويمتلك عزيمة وقدرة على مواجهة التحديات، فإن معنى هذا أن الأمر جد خطير وأن الفساد قد بلغ مداه وأن المفسدين لهم من النفوذ ما يحميهم وهو أمر مؤسف ومحزن. السطر الأخير: من باع صديقه بمائة غلطة فقد باعه بأبخس الأثمان للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة