أنا متزوجة من ابن خالتي ولدي منه ابن في التاسعة وبنت في الرابعة، وحدثت بيننا خلافات كبيرة بدأت بإساءة معاملتي ووصلت إلى الاعتداء عليّ من شقيقاته ودون أن يحرك زوجي ساكنا، وحصلت على تقرير طبي يثبت تلك الاعتداء، وأرغب في العودة لأسرتي في جدة وإقامة دعوى قضائية لطلب الطلاق والحضانة ومقاضاة شقيقاته، فأين أقيم هذه الدعاوى وهل يستدعي الأمر حضوري في دعوى الطلاق والحضانة أم بإمكاني توكيل شقيقي؟ (أ . ز المدينةالمنورة) بصفة عامة ووفقاً للمادة (34) من نظام المرافعات فإن الدعوى تقام (في المحكمة التي يقع في نطاق اختصاصها محل إقامة المدعى عليه فإن لم يكن له محل إقامة في المملكة فيكون الاختصاص للمحكمة التي يقع في نطاق اختصاصها محل إقامة المدعي) غير أن من بين الاستثناءات الواردة في هذه المادة ما ينص على أنه (للزوجة في المسائل الزوجية الخيار في إقامة دعواها في بلدها أو بلد الزوج، وعلى القاضي إذا سمع الدعوى في بلد الزوجة استخلاف قاضي بلد الزوج للإجابة عن دعواها، فإذا توجهت الدعوى ألزم الزوج بالحضور إلى محل إقامتها للسير فيها فإذا امتنع سمعت غيابيا، وإذا لم تتوجه الدعوى ردها القاضي دون إحضاره، ويسري هذا الحكم على دعاوى الحضانة والزيارة في الأحوال الشخصية) أما بالنسبة التوكيل بالخصومة فهو يصح في إثبات سائر الحقوق ويحق لك توكيل شقيقك في دعوى الطلاق والحضانة. ويتضح من رسالتك أن خلافكم هو أسري في المقام الأول فزوجك هو ابن خالتك وكذا شقيقات زوجك اللائي اعتدين عليك هم بنات خالتك، ومع قناعتي بعدالة قضائنا في حل كافة الخلافات إلا أنني أنصح بحل مثل هذه الخلافات الأسرية والعائلية بعيدا عن أروقة المحاكم حفاظا على النسيج العائلي والترابط الأسري، فمن السهل عليك إقامة دعوى قضائية ضد بنات خالتك استنادا إلى التقرير الطبي وأي بينات أخرى تثبت ذلك الاعتداء لكن مثل هذه الدعوى من شأنها أن ترتب نتائج سلبية لجهة العلاقة بين الأسرتين وقد تشمل هذه الآثار السلبية كل الأقارب وربما تتسبب في قطع الأرحام وفي ذلك مخالفة واضحة لما أمر به الله سبحانه وتعالى بقوله {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً وبذي القربى} وقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي أنه «لا يدخل الجنة قاطع رحم» وعليه فإنني أنصحك بأن لا تجعلي البغضاء والشحناء تحل محل الألفة والمحبة والرحمة بينك وزوجك وشقيقاته بنات خالتك حيث إن مثل هذه الخلافات مهما بلغت يمكن حلها بتدخل الكبار والعقلاء في الأسرة وبما يحفظ للجميع حقوقهم ويديم أسباب المودة بينهم.