عاودت يوم أمس أزمة الأسمنت في منطقة جازان من جديد، ما أدى إلى نشوء سوق سوداء، وصل سعر الكيس فيها إلى 18 ريالا، الأمر الذي تسبب في توقف عمل الخلاطات الخرسانية الجاهزة عن العمل، وانعكس على المباني العمرانية السكنية والتجارية، وبالتالي تعثر المشاريع التنموية في المنطقة. «عكاظ» قامت أمس بجولة على مقر بيع الأسمنت في مدخل مدينة جازان على طريق أبي عريش جازان، ورصدت زحاما شديدا وعشرات المركبات تقف في طوابير السير، وسط تدخل مباشر من قبل رجال الأمن الذين باشروا بأنفسهم عملية توقف بيع وتوزيع الأسمنت على المواطنين والمقاولين. الأمر الذي أثار حفيظة عدد من المواطنين الذين أبدوا استياءهم الشديد من عملية التوزيع، حيث خصص لكل مواطن ومقاول 10 أكياس أسمنت كحد أقصى. وطالب عدد من المواطنين الجهات المعنية بحل الأزمة، وضخ كميات كبيرة في السوق، وتنظيم عمليات البيع والتوزيع بما يرضي الجميع، ويشبع احتياجات السوق، ورصدت عدسة «عكاظ» يوم أمس عشرات الشاحنات الواقفة خالية من الأسمنت. محمد الطالبي قال إن: «سعر كيس الأسمنت يباع في نقطة البيع ب 14 ريالا، ولكن للأسف لم نجد سوى شاحنة واحدة كانت متوقفة في مقر البيع، وكان على ظهرها رجال الأمن يشرفون بشكل مباشر على عملية البيع»، مضيفا أن ذلك تسبب في نشوب سوق سوداء، حيث وصل سعر كيس الأسمنت فيها إلى 18 ريالا. فيما يقول خالد سعيد: الأزمة دخلت أسبوعها الثاني، وقد تسبب ذلك في تعثر مشاريع البناء في المنطقة، حيث لم أستطع شراء أكثر من 10 أكياس، بسبب قلة المعروض، ولا توجد سوى كميات محدودة، شاحنة واحدة متوقفة وكميتها لا تغطي الطلب ولا تلبي احتياجات المواطنين، وسرعان ما تختفي من السوق، مضيفا: «توجهت إلى نقطة البيع في مدينة جازان منذ الصباح الباكر لأشتري 100 كيس، ولكن لم أستطع أخذ سوى 10 أكياس بعدما قدمت رخصة البناء للمسؤولين عن توزيع الكميات في السوق»، فيما يقول المقاول علي ناصر: «لدي أكثر من 15 مبنى تحت الإنشاء، وعدد من المشاريع جميعها تعثر البناء فيها وتوقفت؛ بسبب عدم توفر الأسمنت في المنطقة التي دخلت هذه الأيام في أزمة؛ بسبب شح الأسمنت في الأسواق، ما أضر بعملية التسليم، وكبد التجار خسائر فادحة، خاصة أننا ملتزمون بعقود تسليم». فيما أوضح حسن هادي عبدالله أحد كبار رجال الأعمال في منطقة جازان وصاحب أكبر مصنع للخرسانة الجاهزة أن ما يحدث في نقطة بيع وتوزيع أكياس الأسمنت من شح كبير وفوضى في عملية البيع بسبب بطء مصنع أسمنت جازان في نقله إلى المدينة، يتطلب تدخلا شخصيلا من المسؤولين، خاصة أن مصنع أسمنت جازان يوزع كميات كبيرة خارج المنطقة ومن الأولى أن توزع في جازان قبل غيرها، مضيفا أن كميات ردود الأسمنت من مصنع جازان المخصصة لخلاطات الخرسانة كانت ستة ردود يوميا، وتناقصت إلى ثلاثة ردود، ما أدى إلى خسائر فادحة بلغت 50 في المئة لمصنع الخرسانة الذي يغذي عملية البناء في جازان، مؤكدا أنه تواصل مع إدارة مصنع الأسمنت الذين أكدوا أن السبب الرئيسي في قلة كميات أكياس الأسمنت وانخفاض كمياتها هو توقف عدد من سيور المصنع، وتشغيل عدد قليل منها، ما تسبب في انخفاض كميات الأسمنت.