في وقت بات طنين البعوض الشغل الشاغل لأهالي حي السنابل شرقي جدة، يستغرب الأهالي كيف لم تلقى شكاواهم التي باتت أشبه بالطنين الآذان الصاغية من المسؤولين والمعنيين بمعالجة أوضاع الحي. والغريب أنه لا يمكن أن ينكر أحد ما تراه العين وتلمسه الأجساد يوميا من بحيرات ومستنقعات تملأ الشوارع في الحي، وبعوض يصول ويجول مستغلا مطارات المستنقعات منطلقا لغزواته للدغ الأهالي، والذين باتوا يخشون من الأوبئة والأمراض التي ينقلها. وتمثل المياه الجوفية القاسم المشترك لكل أحياء شرقي جدة، لكنها تختلف من حال إلى حال، ومع الاعتراف الرسمي من الأمانة والبلديات بالمشكلة، إلا أن الأهالي لا يعرفون سبيلا لمعالجة الأمر، خاصة في ظل محدودية إمكانياتهم، والتي لا تواجه لدغات البعوض، ناهيك عن الحفاظ على المنازل من الانهيار والتصدع. ويروي ضحية البعوض ع. ح كيف أصيب بحمى الضنك، مشهرا التقارير الطبية التي تثبت ذلك، لينتهي حلمه حسب قوله في حي مثالي مليئ بالخدمات وجدته مليئا بالنفايات والمياه الجوفية والبعوض والحشرات، وتحول المنزل إلى مستنقع كبير لا أستطيع أن أعالجه، وعجزت عن إقناع المسؤولين بعلاج المشكلة، فكنت ضحية للمرض لكن الخوف من العودة للمنزل مرة أخرى لأن عودة مرض حمى الضنك حتمية في ظل العجز في توفير الحل المناسب. ونفس المعاناة وأعراض المرض أصيب بها مواطن آخر، اضطر للتنويم في مستشفى خاص ليومين للعلاج، مؤكدا أن الحي بات وجهة رئيسية لأي مرض في ظل وضعه الراهن، حيث أن المياه أحاطت بمداخله، وهو ما يجعله بؤرة رئيسي للأمراض والأوبئة، وفي ظل وعود المسؤولين التي ذهبت في مهب الريح وذلك بإيجاد حل يخلصهم من هذه المياه الجوفية التي غرق فيها الحي وغرق أهل الحي في وحل الأمراض. هم مشترك يتفق إمام أحد المساجد في الحي أن البعوض والضنك هم كبير يتقاسمه أهالي الحي، بعدما أصيب بارتفاع في درجات الحرارة، مما أرهق الجميع صحيا ونفسيا. من جانبها أكدت أمانة جدة على أنها تباشر دورها المنوط بها على أكمل وجه، وتنفذ عمليات الرش باستمرار، مشيرة إلى أن مشكلة المياه الجوفية من اختصاص شركة المياه الوطنية.