سجلت محافظة جدة الأسبوع الماضي 94 إصابة مؤكدة بحمى الضنك، لتسجل بذلك ارتفاعا في حالات الإصابة بالمرض خلال 15 أسبوعا في هذا العام الحالي 2010 إلى 363 حالة إصابة مؤكدة. ووسط مخاوف كبيرة من أهالي الأحياء الجنوبية التي شهدت أخيرا ارتفاعا في نسب الإصابة وفق التقارير الميدانية، لاسيما أحياء غليل ومدائن الفهد والكرنتينة، كثفت الأمانة أمس جهودها في عمليات الرش، حيث تمت الاستعانة بفرق الطوارئ التابعة لبرنامج مكافحة حمى الضنك. وطالب المجلس البلدي بشكل عاجل على لسان أحد أعضائه أمانة جدة بوضع خطة استراتيجية جديدة لمحاربة المرض الذي بات يتفشى بشكل مطرد في الأحياء الفقيرة من جدة، في ظل غياب الرقابة من قبل أجهزة الأمانة. واتهم عضو المجلس البلدي بسام بن جميل أخضر الأمانة بالعجز عن معالجة المرض، متسائلا بعد إصابة سكرتيره الخاص بحمى الضنك، متى تصبح جدة خالية من هذه الحمى التي قضت مضاجع الناس وأرقتهم وفتكت بهم؟ مشيرا إلى أنها (الحمى) طالت سكرتيره الخاص، وتنوم في المستشفى عدة أيام. وقال أخضر: يبدو أن مشكلة الضنك ستستمر بسبب ارتفاع منسوب بحيرة الصرف الصحي عن مستوى جدة التي تساعد في تغلغل المياه الآسنة منها إلى بقية الأحياء مما سبب وجود عدد كبير من المستنقعات. واستغرب عضو المجلس البلدي في حديثه ل «عكاظ» غياب الأمانة عن دورها في حماية المواطنين من الأمراض، وقال «إن لم تتمكن من معالجة هذا الأمر فما الذي تبقى عليها أن تعمله»، لافتا إلى تأخر مشروع شبكة الصرف الصحي بشكل لم يعد يرضي أحدا، كما أن زائري الكورنيش أصبحت تلاحقهم الحشرات والروائح الكريهة، فضلا عن انتشار المخلفات أمام الشاطئ. وأكد أن من أسباب انتشار حمى الضنك البحيرة وطفح المياه الجوفية والبحيرات المائية في الشوارع، وغياب مشروع حقيقي لدى الأمانة لمكافحة المرض، مشيرا إلى أن معالجة الضنك لا تتم بشكل عاجل وإنما تحتاج إلى خطة استراتيجية تستطيع معالجة المرض من جذوره. وخلص أخضر إلى أنه سبق وحذر أمانة جدة من خطورة بحيرة الصرف؛ لأنها تجلب العديد من الأمراض وأبرزها الضنك، وأن جدة معرضة لحدوث كوارث بيئية نتيجة المستنقعات المائية المنتشرة في عموم جدة، وأن أمراض الضنك وحمى الوادي المتصدع ما هي إلا نتيجة تلك البرك الآسنة، داعيا الأمانة لوضع حلول عاجلة للمشكلة وتبني حلول مستقبلية للقضاء على هذه الأوبئة.