كشف مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم في المملكة الدكتور علي الشمري ل«عكاظ» عن نقص واضح في التبرع الطوعي بالدم (40 %)، محذرا من أن ذلك ينذر بخطر كبير، خاصة في فترات الكوارث والأزمات (لا سمح الله). وأكد أن ما حصل للطفلة رهام أمر يدمي القلب، وهو ناتج عن إهمال وليس خطأ طبيا، ويرجع الخطأ فيه إلى عدم التقيد بالأنظمة المتبعة في نقل الدم. وقال: «لو كان خطأ ما عرف من خلال الفحص، لأن المرض لا يظهر في فترة الحضانة، وفحص رهام سلبي، ولكن مضادات الفيروس إيجابية، وقد عرفت من قبل المتبرع، بالإضافة إلى الإهمال في خدمات المستشفى وضعف استعداداتها مما ساهم في هذه المشكلة، وما حدث لا يتناسب مع التقدم الذي وصلت إليه الوزارة، ولكن مرحلة الضرر حدثت، ونحن الآن في صدد الوصول إلى الأسباب والبحث في جذور المشكلة لكي نتلافاها في مقبل الأيام، كما أن الوزارة على وشك الإعلان عن قرارات سوف ترضي الجميع». وفي إجابة على سؤال «عكاظ» عن هل يمكن أن تحدث مثل هذه الأخطاء المميتة بكل سهولة في نقل الدم، وما هي الاحترازات المتبعة للحيلولة دون حدوثها، قال الشمري: «المتبرع في حال تبرع في فترة الحضانة، وهي مرحلة لا يظهر فيها المرض في التحاليل، قد يحدث ذلك في حالة نقل الدم عبر هذه الطريقة، والإصابة بالمرض في هذه الحالة بالمملكة نسبتها واحد في المليون، فهناك اختبارات متبعة في جميع بنوك الدم ومعمول بها قبل أي نقل دم تمر بعدة مراحل تبدأ باختيار المتبرع، فلو لوحظ عليه أي سلوك غير طبيعي في هيئته وتصرفاته يستبعد، بعد ذلك يعطى المتبرع نموذجا سريا يجيب فيه على أسئلة حساسة منها على سبيل المثال (هل لديه علاقات محرمة، وهل نقل له دم قبل ذلك، وما هو آخر بلد سافر إليه)، ومن خلال الأسئلة المطروحة يعرف مدى تأهيله للتبرع من عدمه، وبعد ذلك يجلس المتبرع مع طبيب مختص يقوم بفحصه فحصا شاملا، وفي حال وجد أي بوادر أو مؤشرات تدل على أنه متعاط يستبعد حالا». وأضاف الشمري: «كما أنه من حوالي الأربع سنوات والمملكة تتبع الفحص عبر الحمض النووي، وهو فحص لا يجري إلا في الدول المتقدمة في العالم رغم تكلفته الكبيرة وخاصيته أنه يكشف المرض في فترة الحضانة». وقال مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم في المملكة: «الأمر الذي يثبت قدرة المملكة وجاهزيتها لتوفير أكبر قدر من الدم السليم موسم الحج والتجمع الكبير الذي يحدث فيه وعلي الرغم من ذلك النتائج ممتازة ولم تسجل حالة واحدة تشكو من مشكلة نقل الدم». غير أنه أضاف: «المشكلة التي تعاني منها الوزارة وتحتاج إلى تنبه هي نقص التبرع الطوعي بحيث تصل نسبته إلى 40 % مما يتطلب وقفة مع المواطنين والمرضى والتنبه إلى خطر ذلك، وخاصة في فترات الكوارث والأزمات (لا سمح الله)».