استحوذت ورش السيارات على أجزاء واسعة من المدخل الجنوبي بمكةالمكرمة، والتي تتضمن عددا من الأحياء ومنها الكعكية والسبهاني، لتحول المنطقة إلى مكان للعمالة السائبة. وعندما تدخل مكة من الجهة الجنوبية تجد على يمينك ورش السيارات التي تنتشر بشكل عشوائي وغير حضاري بالإضافة لما تسببه من عرقلة في الحركة المرورية، بعدما تحول الموقع إلى مواقف لعدد كبير من السيارات الخربة والمتهالكة التي تتوسط الشوارع لمدة طويلة. ويعيق هذا الوقوف الخاطئ مرور السيارات العابرة إلى الحلقة المجاورة، والسوق التجاري. وطالب عدد من سكان الأحياء الجنوبية الجهات المختصة بإزالة تلك الورش، ونقلها إلى مكان آخر في صناعية السيارات بعيدا عن الأحياء السكنية. وقال صالح المولد إن صناعية الكعكية عملت على تشويه الجهة الجنوبية لما تعج من عمالة سائبة ومما بثت في نفوس السكان الخوف القلق جراء ما يسمعون من تلك الأعمال التي ترتكبها تلك العمالة غير النظامية. وبين أن الأمر لم يقتصر إلى هذا الحد بل هناك مخالفات وتجاوزات داخل ورش السيارات، والتي لا تتقيد بتعليمات إدارة الدفاع المدني. وحدد عبدالله العتيبي المخالفات في عدم الالتزام بالتوقف أمام الورشة فقط، في ظل الحركة المرورية المكثفة التي تشهدها الشوارع المجاورة، مضيفا: «لا نعرف السر في بقاء ورش السيارات من شارع الحج إلى الزاهر فالعزيزية فالكعكية داخل أحياء سكنية، وكلها تسبب التلوث البيئي والبصري». ويشير سلطان المطرفي إلى أن عدم سعودة تلك الورش يعد سببا كافيا لاقتلاعها من موقعها إلى أي مكان آخر. من جانبه أوضح رئيس طائفة المهندسين الميكانيكيين بمكة المهندس خليفة: «أن السعودة الحقيقية فتحت المجال الصناعي للشباب في توفير مساعدات لهم في تطبيق ما درسوه في المعاهد والكليات، من خلال تشغيلهم في الورش والمتابعة من قبل المسؤولين»، لافتا إلى أن التطبيق العملي الذي تديره بعض المعاهد والكليات لا يواكب العصر، ملمحا إلى أن التدريب الحالي يكون على سيارات قديمة وأجهزة أقدم. واكبوا التطور طالب المهندس خليفة المعاهد والكليات بمواكبة التعليم الفني الحديث، موضحا أن الطالب الذي يطبق خارج مؤسسات التعليم الفني يفوق زميله الذي يلتزم بمناهج المعهد والكليات الفنية، مشددا على أهمية تأهيل الشاب السعودي في جميع مجالات الورش والفنون الميكانيكية، حاثا إياه على العمل على تطوير نفسه وقدراته، متمنيا إنشاء مدينة صناعية بعيدا عن المناطق السكنية مزودة بجميع الميزات.