يحملون أوجاعهم أينما حلوا.. نساؤهم وأطفالهم وشيوخهم يشتركون في المأساة.. كل لاجئ منهم يحمل قصصا لا تنتهي.. اللاجئون السوريون في لبنان، ترجمة مؤلمة لفجائع النظام السوري وأنهار الدماء الجارفة. يصلون إلى بلد غريب، يفتشون عن أي مكان يهدئون فيه من روع قهرهم، ينتشرون في شمال لبنان وفي البقاع بشكل خاص وتتزايد أعدادهم كل يوم. اهتماما منها بقضية النازحين الإنسانية وفي خطوة نبيلة للتخفيف من وجعهم، أنشأت هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة مخيما لاستقبال النازحين في منطقة المرج في البقاع بهدف إيواء السوريين واحتضانهم لحظة وصولهم إلى لبنان وإعطائهم حاجاتهم الأساسية إلى أن يستطيعوا تأمين حياتهم بأنفسهم خارج المخيم. «عكاظ» زارت النازحين واطلعت مع القيمين على المخيم على أحوالهم والدور الذي تلعبه هيئة الإغاثة السعودية في إنقاذهم من العوز والأوضاع السيئة. رئيس بلدية المرج عماد شموري يتولى بنفسه إدارة المخيم ويحضر يوميا ليطمئن على أحوال الجميع ويتأكد من تأمين متطلباتهم الأساسية. في دردشة مع «عكاظ» يخبر شموري «يصل النازحون بحالة سيئة بلا مال ولا هدف ولا طريق، لذلك نقوم بتقديم خيمة لكل عائلة، مجهزة بالسجادات والأغطية وكذلك نؤمن التدفئة والمازوت والكهرباء والمياه الساخنة». ويتابع: «أحيانا يصل اللاجئون إلينا في حالات صحية خطرة بسبب إصابتهم في سورية ونحن نساعدهم لتلقي العلاج المناسب ونقلهم إلى المستشفى إذا لزم الأمر». أما الخيام فهي عبارة عن شبه بيوت صغيرة مرتبة ونظيفة، تؤمن للعائلات المفجوعة إقامة مؤقتة تطول أو تقصر مدتها بحسب الظروف وإمكانية تأمين البديل. في هذا الإطار يشدد شموري على أن «العائلات تجد الراحة في المخيم، وأنه مع مساعديه يحاولون تأمين فرص العمل والبيوت وظروف حياة أفضل للنازحين السوريين بعد مغادرتهم المخيم، وقد تم توفير ذلك لعدد كبير من العائلات». رياض شموري، وهو أيضا أحد القيمين على المخيم يؤكد أن هيئة الإغاثة السعودية تسعى لتأمين كل المستلزمات، وتحرص على ألا ينقص أي تفصيل. ويضيف: «هيئة الإغاثة ترسل أشخاصا من قبلها للاطلاع على أحوال اللاجئين وتتصل بنا يوميا». المخيم يعج بأصوات الأطفال وحفيف أجسادهم، يلعبون هنا ويركضون هناك، ولكن ما يجمع بينهم فعلا هو تقاعدهم عن متابعة دراستهم بعد نزوحهم إلى لبنان. من هنا بدأت هيئة الإغاثة السعودية العمل لأجل تأمين مدارس خلال فترة بعد الظهر لهؤلاء الأطفال وفق اتفاقات تجري مع جمعية إنقاذ الطفل ووزارة التربية والتعليم العالي. 24 خيمة في الوقت الحالي، تقبع تحت سماء صافية خالية من دخان الحرب وأصوات القذائف، تتنشق هواء منعشا ويلقى ساكنوها الاهتمام الكافي.