ارتباط الكرة بالفن أو العكس في كثير الحالات كان تزاوجا جميلا وأثمر عن نجاحات في المجالين، وفي الغالب في جانب واحد منهما على حساب الآخر، وفي العالم ربما نتذكر جميعا في فترة طفرة كرة القدم في الولاياتالمتحدةالامريكية عندما بلغ فريق كرة القدم فيها «مونديال 1994» عندما لمع نجم امريكي هو لالاس الذي نجح في المجالين في فن كرة القدم وفن الموسيقى. وفي كثير من بقاع العالم حدث هذا أو مايشبهه، وكلنا نتذكر نجم وكابتن الاتحاد عبدالله فوال الذي عمل على تنمية موهبته في العزف والتلحين والغناء عند الاستاذ الفنان غازي على وقدم الكثير من الاغنيات طارحا البومين غنائيين، كذلك الكابتن محمد السويد الذي برع في كتابة النصوص الغنائية .. وكثيرة هي أسر المملكة التي ارتبط فيها الأدب بالرياضة وازدوجت النجومية فيها، اخيرا نعيش اليوم نجومية اللاعب محسن العيسى «لاعب الاهلي» وشقيقه الاكبر الفنان المرتبط بالتراث وفنون الامس وكبار مطربي ومبدعي اجيال الامس في الفن الغنائي الاصيل الفنان الشاب محمد هاشم المشجع الاتحادي المتحمس للاتحاد. كانت امسيتنا «جدة غير» اخيرا قد جمعت ضيوفا من كافة الاطياف على صالون فنان العرب محمد عبده في بيته الذي استضاف على شرف النجمين الشابين محسن العيسى لاعب الفريق الذي يشجعه محمد عبده «الأهلي» وشقيقه الفنان محمد هاشم الذي يشجع نادي الاتحاد وبحماس كبير بينما يشجع والدهما وبحماس منقطع النظير نادي الوحدة المكي .. وكان محمد عبده في هذا المساء يلعب دوره المعتاد ك «عراب» لامسيات جدة غير التي تجمع في العادة الاسماء المختلفة من كافة اطياف والوان المجتمعات الرياضية والثقافية المتوافقة والمتباينة .. كان في الامسية أحد أقدم اصدقاء محمد عبده منذ عهد الانطلاقة في الحياة الفنية عدنان صالح .. شقيق لاعب الاهلي الراحل ياسين صالح رحمه الله الذي كان واحدا من اشهر حراس المرمى السعوديين ، كذلك شاعر الاغنية الاستاذ فهد السعيد والدكتور ياسر سلامة والايقاعي عمر شلاح زميل درب محمد عبده ورفيقه في مشاوير وأسفار التعب ورحلات الفن هنا وهناك منذ سبعينيات القرن الماضي. والزميل الاعلامي فريد مخلص وابن اخت محمد عبده احمد زيد وابن اخته خالد عبدالله زيد وبدر محمد عبده وماجد عبدالله الدخيل زوج ابنة محمد عبده «ود». سألت في البداية محمد هاشم الذي عاد امس الاول من مشاركات فنية متعددة في البحرين وقطر وعدد من الجلسات الفنية في الرياض التي كان اخرها لدى الشيخ عبدالمحسن الحكير .. هل كان تعمقك في الالوان الحجازية الصرفة هو سبب انطلاق نجمك في عالم الفن بهذه السرعة ؟ وكيف استقيت هذه الالوان سماعا ام كان ذلك تلقيا اكاديميا فقال : - منذ صغري ونحن في حي الشامية حارتنا الاصل في مكةالمكرمة كانت جدتي تقدمني لضيوفها النساء قائلة لهم ساسمعكم صوت ابن بنتي وكان يغني معي رشاد زبيدي وحسان زبيدي .. هذا وانا في الثامنة من عمري لأغني الغناء الحجازي الاصيل الذي الذي آمنت منذ صغري بجمال صوتي وحسن الاداء، ومن الجميل الذي اذكره ان جدتي كانت تجعلني أؤذن على آذان مكةالمكرمة القديم .. من مقام حجاز وانا في السابعة من عمري في مجلس النساء وفي جلسات الذكر تحديدا من هنا كانت الانطلاقة الجدية ثم عندما كبرت كنت استزيد من ابداعات محمد علي سندي رحمه الله وغيره مثل محمود حلواني والعم عبدالرحمن مؤذن «الابلاتين» رحمهم الله جميعا ، وكنت اغني لمجرد انني حفاظا جيدا للتراث دون ان اعلم نوع المقام الذي اسلكه غناء وما الى ذلك ، إلى ان جاء برنامج استاذنا الكبير جميل محمود اطال الله عمره من خلال برنامجه «وتر وسمر» الذي كنت كما يقول المثل المكي «اجلس له ركبة ونص» منذ صغري فتعلمت المقامات والوانها والوان الغناء لذا اعتبره استاذي الفعلي اليوم الى جانب صاحب الفضل الاول علي شاعرنا الرائد ابراهيم خفاجي. الذي علمني كل شيء الكلمة وكيف تغنى وتموسق. اريد ان اقو ل ان توثيق المقامات والغناء التراثي تعلمته من العلمين الكبيرين في غنائنا المكي ابراهيم خفاجي وجميل محمود . هل كانت اجادتك لهذه الالوان هي من رشحك لمرافقة عبادي الجوهر في تمثيل الايام الثقافية التي قامت بها وزارة الثقافة والاعلام في باريس اخيرا ؟ - لا اعلم .. ربما كان المطلوب ان يكون احد ما . . متعمق في تراث الغناء الحجازي وجاء ترشيحي ، عموما سعدت بتمثيلي لبلادي في العاصمة الفرنسية الى جانب النجم عبادي الجوهر والزميل حسن خيرات والكثير من العازفين الكبار مثل بندر الشريف و عادل عبدالدايم وحسن فلفلان وغيرهم وانا شخصيا اعتبرت مزاملة عبادي في هذه الرحلة اضافة كبيرة بالنسبة لي ، كما سعدت الاسبوع الماضي بمزاملة الفنان اللبناني وليد توفيق في حفلات جمعتنا في البحرين ودولة قطر . سألت محسن العيسى .. ماذا ومن يستهويك في عالم الفن إلى جانب عطاءات فنان العرب محمد عبده الذي ابديته في الأمسية؟ - كلنا تعلمنا الحب والفن ونمت ذائقتنا على اعمال الكبيرين طلال مداح ومحمد عبده، وما جمعني اعجابا بمحمد عبده كفنان كبير هو ذلك الحرص الكبير منه في أن يكون متعاملا مع ذائقة كل الاجيال، إلى جانب عشقي الكبير لفن النجم عبادي الجوهر .. وهنا يهمني القول ان اكتمال سعادتي جاء بان محمد عبده وعبادي يشجعان الاهلي .. فريقي الذي العب له. وهنا عبر محمد عبده باعجابه بالمستويات المتصاعدة لمحسن العيسى بقوله: - محسن تابعت بشكل جيد تصاعد مستواك بشكل يدعو للاعجاب في مبارياتك المتتابعة الاخيرة مع الاهلي والتي كان من مزاياك الجيدة فيها تسجيلك لهدف ثمين في كل مباراة .. لا اريد ان اكون مكان الناصح بقدر ما اتمنى ان يكون مستواك دوما في تصاعد في خانتك التي سيسعد بك الاهلي وجمهور الاهلي وانت تقوم بما عليك في مركز الوسط ايسر متقدم . احكي لنا تحول بل ونشأة محسن الرياضية التي اوصلته إلى الاهلي إلى قلعة الكؤوس؟ - الوالد وحداوي وبقوة وليس وحداويا فقط كما هو الحال مع ابناء مكةالمكرمة المرتبطين بترابها وعند اكتشاف موهبة محسن سجله الوالد في نادي الوحدة بحكم الانتماء الاول لكن كما قلت لك مع انتقال عمل الوالد إلى المدينة تم تسجيل محسن في «الانصار» عن طريق رئيس النادي لخمس وعشرين عاما مصطفى بلول (رحمه الله) وكان معجبا جدا بمستويات محسن الا ان تسجيله هذا اغضب بعض «اهليتنا» في مكةالمكرمة الذين لم يريدوا له الابتعاد عن الوحدة رغم انتقال السكن إلى المدينةالمنورة إلى ان بلغ منتخب الشباب ثم كان انتقاله إلى الاهلي عن طريق الأمير خالد العبدالله ومحمد بهاء نيازي رئيس نادي الانصار في صفقة كانت بدايتها «سرية» . وماذا عن اتحاديتك .. محمد؟ - أنا اتحادي حتى النخاع وحياتي الرياضية بين لوني الاصفر والاسود حتى لو والدي كان يلعب للاهلي أو الوحدة ! ولكني في نفس الوقت اشجع اخي محمد وأتمنى له التوفيق مع الاهلي النادي الكبير والجدير بأن يكون محسن احد لاعبيه بين هذا وذاك كان ويظل ابي في سرب احمر يعشقه ويموت فيه الوحدة الذي هو احد رجالاته منذ كامل أزهر وابراهيم خفاجي وجيل التأسيس والرواد.