استند الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى رصيد سياسي قوي تجدد مع إعادة انتخابه ليدعو الكونجرس أمس إلى التحرك حول عدد من الملفات الداخلية وفي طليعتها ضبط انتشار الأسلحة الفردية وإصلاح نظام الهجرة وخصوصا إنعاش الاقتصاد، وذلك في خطابه السنوي حول حالة الاتحاد. وركز الرئيس الديمقراطي في خطابه الذي استمر ساعة على الأولويات الداخلية، مع التطرق أيضا وبشكل مقتضب إلى الأزمات الخارجية مثل الخلاف مع إيران حول ملفها النووي والتجربة النووية الأخيرة التي قامت بها كوريا الشمالية. وبالرغم من الانتقادات التي يواجهها بعدم التحرك حيال النزاع في سورية الذي حصد ما يقارب سبعين ألف ضحية حتى الآن، تعهد أوباما بمواصلة الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد، وأكد أنه ملتزم بالدفاع بقوة عن إسرائيل التي يزورها الشهر المقبل. من جهة ثانية، استطلعت صحيفة عكاظ آراء بعض المواطنين الأمريكان العرب حول جدوى زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، وتحديدا زيارته للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، في إطار البحث عن سلام عادل يرضي الأطراف المتنازعة. وأكد أحد أشهر العاملين في جامعة ميتشيجان البروفيسور محمد دعاسة (من أصل تونسي) أن اهتمام الشعب الأمريكي الداخلي سيطغى على أجندة الرئيس أوباما في فترة حكمه الثانية. لافتا إلى أنه من الخطأ المبالغة القول إن أوباما سيحاول أن ينفق «رأسماله السياسي» على الملفات ذات الطابع الخارجي. فيما أكد جايسون أويل (من أصول لبنانية) أن حرص أوباما على الذهاب بنفسه للبحث عن حلول عن علاقة فلسطين وإسرائيل المتأزمة يزيدنا حرصا على متابعة ما ستؤول إليه نتائج الجولة، معتبرا أن قضية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أصعب قضية سياسية مرت على العالم كله، فلذلك من الصعب جدا أن يجد أوباما حلا لها في وقت الراهن، فلذلك على الجميع الانتظار لشهور حتى نعرف إن كانت جولة أوباما للشرق الأوسط قد أثمرت أم لا. فيما أكدت سمينثا أرجيز (من أصول فلسطينية) أن الأوضاع السياسية المتوترة بين البلدين على مر السنين قد لا تخدم أوباما للوصول لحل يرضي الطرفين، فإسرائيل منذ أن عرفناها وهي عنيدة ولن يرضى حكامها بأن يكون للفلسطينيين حق أو أرض؛ لذلك أوباما قد يضع نفسه في موقع محرج بالتدخل في هذه القضية.