هدر الأموال العامة وحرق الطاقات في غير وجهتها الصحيحة، أصبحت ظاهرة حقيقية في مدينة تبوك، فما أن تنتهي جهة حكومية من إدخال خدمتها إلى أحد الأحياء ويستبشر الأهالي خيرا بها، حتى تأتي جهة أخرى بمعداتها لتحفر وتدخل خدمتها من جديد، في منظر عشوائي ينم عن سوء تخطيط وغياب تنسيق طال السكوت عنهما، فيما اعتبر أهالي تبوك أن مشاريع البنية التحتية في مدينتهم تدور في حلقة مفرغة وكأنها أصبحت تنتهي لتبدأ من جديد.وقال محمد العطوي وخالد العطار ل«عكاظ» إن المدينة تشتكي من ظاهرة المشاريع المتداخلة والمتكررة والتي يهدر بسببها الكثير من الأموال وتحرق الطاقات في غير وجهتها الصحيحة، بسبب غياب التنسيق بين مختلف الجهات الحكومية ومنها الأمانة والمياه والكهرباء. أما فيصل العنزي وماهر البلوي فقالا إن مشاريع البنية التحتية في مدينة تبوك تدور في حلقة مفرغة، فما أن تنتهي إحدى الجهات الحكومية من إدخال خدمتها حتى تأتي جهة خدمية أخرى بمعداتها وتبدأ الحفر من جديد، الأمر الذي أصبح يشكل قلقا كبيرا للسكان. إلى ذلك أوضح أمين مدينة تبوك المهندس محمد العمري مسبقا «عكاظ» أن المعاناة الأكبر مع شركة الكهرباء ومديرية المياه والصرف الصحي وشركة الاتصالات السعودية، تتمثل في عدم وجود تنسيق كاف في تنفيذ المشاريع داخل الأحياء. وأضاف «عندما نخاطب هذه الجهات بأننا نريد تنفيذ سفلتة في موقع ما، نفاجأ بعد الانتهاء من تنفيذ المشروع بطلب تراخيص لفتح الشارع في نفس الموقع مرة أخرى، وهذا الأمر حاصل حاليا وهي إشكالية نعاني منها حقا، وعلمت أن هناك توجيها من المقام السامي لوزارة الشؤون البلدية والقروية بطلب وجود منسقين دائمين لدى أمانات المناطق لحل مثل هذه المشكلات، فالذي يحدث هو عندما يأتي اعتماد خدمات لهذا الحي أو ذاك المخطط من كهرباء ومياه يكون بعد سفلتة الشوارع، فيعاد حفرها مرة أخرى، وهذا يفسد المعايير التي طبقتها الأمانة، ويقلل العمر الافتراضي للسفلتة، فضلا عن تشويه المنظر العام». وتمنى تطبيق إجراءات محددة لوقف مثل هذه الفوضى في تنفيذ المشاريع الخدمية. المياه تتهرب «عكاظ» زارت مديرية مياه منطقة تبوك والتقت مدير المشاريع المهندس فهد العنزي، الذي وعد بتعليق على أسئلة «عكاظ» عبر الفاكس، إلا أن الصحيفة لم تتلق بعد أي تعقيب.