أكد أمين منطقة جازان المهندس عبدالله القرني، أن المشاريع السياحية التي تنفذ على الواجهة البحرية تطرح عن طريق المنافسة، نافيا وجود أي مجاملات أو محسوبيات لبعض المستثمرين، مطالبا من يدعي ذلك بأن يتقدم بما لديه من إثباتات. وقال المهندس القرني في حوار أجرته معه «عكاظ» إن الأمانة تعمل على تحسين وتجميل مداخل المدينة وواجهات المباني لإزالة التشوهات البصرية التي لا تتناسب مع المشاريع التنموية القائمة في مختلف المجالات، وأوضح أن العمل في الأحياء الجديدة لن يتأثر بالمطالبات والاعتراضات القائمة حاليا من بعض المواطنين، مبينا أن من حق المتضررين المطالبة بحقوقهم إذا كانوا يشعرون أن التعويضات غير مجزية ولا تتناسب مع القيمة الفعلية لعقاراتهم. وأكد أنه لو استثمرت الجزر البكر في المنطقة لنقلت سياحة جازان إلى العالمية. وفي ما يلي وقائع الحوار: منطقة جازان مقبلة على نهضة اقتصادية غير عادية، هل ترون أن مشاريع الأمانة تسير بالتوازي مع هذه النقلة؟ نعم المشاريع تأتي بشكل يتناسب مع الوضع القائم، من حيث زيادة عدد السكان والتوسع في المحافظات والقرى، وكل سنة تشهد اعتماد المزيد منها بما يتناسب مع الاستثمارات، والمنطقة اليوم تختلف عنها قبل 4 سنوات. هل وضعتم في الاعتبار أن هذه النقلة الاقتصادية ستحول جازان إلى وجهة للمستثمرين من مختلف دول العالم، الأمر الذي يتطلب تجميل وتحسين المدينة، خصوصا أن هناك أماكن ما زالت تحتاج إلى التفاتة؟ بكل صراحة نفتخر بالمشاريع القائمة والتي ما زالت تحت التنفيذ، ولكن عند الانتهاء منها ستكون مناسبة للوضع، وأتفق معك بأن هناك عشوائيات تشوه الوجه الجميل للمنطقة، ولا تتماشى مع ما تشهده من تقدم في مختلف المجالات، وتوجيهات سمو أمير المنطقة تقضي بضرورة فتح شوارع أمنية في المناطق العشوائية لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية وأمنية كذلك، ولكن من وجهة نظري الشخصية، أرى أن الحل الأمثل هو إزالة هذه الأحياء لأن ظروفها البيئية غير مناسبة. تظلم المواطنين أزيلت منطقة العشيمة ولم تنفذ فيها مشاريع، وهناك من يقول إن مشاكل وقضايا عالقة تعترض إقامة المشاريع المستقبلية خصوصا حول التعويضات؟ طبيعي جدا، ومن حق المواطن أن يتظلم متى شعر بأنه لم يعط كامل حقوقه، أو يرى أن مبالغ التعويض لا تتناسب وأهمية العقار المنزوع، ولا أحد يستطيع منعه. لكن هذه المشاكل تقف في طريق الهدف الذي من أجله أزيلت العشيمة؟ الاعتراضات لن تعيق أي مشروع يراد البدء في تنفيذه، وهناك لجنة لتقدير التعويضات. أحياء بائسة هناك أحياء داخل المدينة بائسة وشبه معدمة، تنقصها خدمات النظافة والسفلتة والإنارة، وكأنها تغرد خارج سرب الاهتمام؟ خدماتنا ومشاريعنا شبه مكتملة وتصل إلى كل الأحياء بدون استثناء، وأعتقد أن مستوى النظافة بشكل عام ممتاز، وإذا كنتم تتحدثون عن أمور لا أعرفها فهذا أمر آخر، خصوصا إذا كان القصد وجود أحياء لا تستطيع الأجهزة المعنية ومنها الأمانة الدخول إليها لعدم وجود طرق، لذلك أعود وأقول من النادر أن تجد حيا غير مشمول بالخدمات البلدية، ما عدا حي الروضة وتحديدا في مخططات خاصة ليست مكتملة البناء وعمدنا المقاول بالتنفيذ. يقال إن هناك مخططات اعتمدت قبل 17 سنة أو أكثر وتم توزيعها، وحتى الآن لم يتم البدء في مرحلة البناء، ما تعليقكم؟ هذا غير صحيح، واجهنا مشكلة ظهور صكوك شرعية مستخرجة من المحاكم على مساحات كبيرة في بعض المخططات وبأطوال غريبة وعجيبة، ومن بينها على سبيل المثال صك مساحته ثلاثة آلاف متر في خمسين مترا، وآخر مساحته 200 متر في 20 مترا، ولو سمح بمنح أصحاب هذه الصكوك وفق مساحاتها ستكون هذه المخططات عشوائية، فاستأذنت سمو وزير الشؤون البلدية والقروية، بأن يتم تخطيط المنطقة بالكامل بغض النظر عن الصكوك الممنوحة، ومن ثم يتم تعويضهم بقطع ضمن المخططات لمعالجة مشكلة العشوائية في المخططات الجديدة، ونحن بصدد إقناع أصحاب هذه الصكوك بهذه الفكرة، وقد يكون هذا سبب التأخير. الزائر للمحافظات يشعر بأنها أجمل بكثير من مدينة جازان، وكأن المشاريع تعتمد للأطراف على حساب المركز الرئيسي، هل أنت راض عن وضع المدينة من حيث التجميل والرصف والسفلتة؟ إذا كان مستوى أداء الخدمات البلدية في المحافظات أو المدينة جيد أو خلاف ذلك فهذه مسؤوليتي، ويسرني أن أسمع أن مستوى خدماتنا في المحافظات مرض، لكن إذا اعتمدت على المقارنات بالنظر إلى كيف كانت مدينة جازان وكيف أصبحت، فستجد أن الفرق كبير جدا، ومن يغيب عن جازان ستة شهور ثم يعود إليها سيجد فرقا كبيرا في مستوى التجميل والتحسين والرصف والسفلتة والإنارة، نعم لم تكتمل مشاريع التحسينات، وما زلنا نطمح إلى أن يكون وضعنا أفضل في المرحلة المقبلة، لكن لا بد من القول إن التحسين قائم وملموس، ولدينا لجان لتحسين واجهات المباني القائمة وتلافي التشوه البصري في الشوارع، ومداخل المدينة وبواباتها. تصاميم للجسور تعاني جازان مشكلة الزحام المروري في كثير من شوارعها الرئيسية، هل لدى الأمانة توجه لتنفيذ جسور لفك هذه الاختناقات؟ هذا صحيح ومأخوذ في الاعتبار، ولمواجهة الاختناقات مبكرا، انتهينا من تصميم أربعة جسور وبصدد عمل ثلاثة أخرى، وتم الإعلان عن مشروع دوار التوحيد كنقطة ارتكاز للمدينة، وتمت ترسيته على شركة صينية ستبدأ التنفيذ قريبا، وطرحنا مشروع تقاطع طريق الملك فهد، وهناك جسور أخرى نطمح أن يكون لها اعتمادات في ميزانية العام المقبل، والهدف من هذه الجسور في المرحلة الحالية هو مواجهة الزحام على الواجهة البحرية التي تعد منطقة استثمارية من الدرجة الأولى. لا مجاملات في الاستثمار الواجهة البحرية لا شك جميلة، وإن وجدت بعض المناظر التي ما زالت بحاجة إلى معالجة، كيف يتم منح المستثمرين أماكن على هذه الواجهات، وهل هناك محسوبية أو مجاملات لبعض المستثمرين؟ ** نطمح أن تكون الواجهة البحرية أفضل من واجهات جدة والخبر والدمام، والعمل جار لاستكمال مشاريع المتبقية خلال ستة أشهر، وتبنيت مع زملائي مشاريع للمدينة على الواجهة البحرية، واجتهدنا بدون مبالغ متوفرة لبدء عملية ردم مليون متر مربع، ولكم أن تتصوروا كمية ما تحتاجه هذه المساحة من الردم، وكم تحتاج من الجهد والتفكير لظهور مثل هذا المشروع، حاولنا أن تكون لنا اعتمادات لهذه المشاريع وكانت تأتينا متقطعة ولمواقع مختلفة، فأضيفت لنا مهمة أخرى وهي كيفية التنسيق بين هذه المشاريع لتصب في مكان واحد، رغم تعدد المقاولين وفي وقت واحد، فكان الأولى أن يعتمد مشروع واحد ولمقاول واحد ليكون التنفيذ بصورة أفضل، ورغم ذلك اجتهدنا ونتمنى أن نكون قد وفقنا وهي مرحلة تأسيس لواجهة بحرية مشرفة، نعم هناك تأخير، وبعض المقاولين مع الأسف غير جيدين وإمكانياتهم ضعيفة، الأمر الذي يضطرنا أحيانا إلى إدارة هذه الشركات ودعمها للخروج من مأزق الإحراج أمام الناس الذين ينتظرون واجهة مختلفة تلبي احتياجاتهم. سألتك عن كيفية منح المستثمرين مواقع على الواجهة البحرية؟ منذ توليت عملي أمينا لمنطقة جازان لم يمنح مشروع خاص على الواجهة البحرية، هناك مشاريع استثمارية بالمنافسة عن طريق الأمانة يفترض أن يكون لها تراخيص، وأجزم أن كل المشاريع على الواجهة البحرية رسيت عن طريق المنافسة، ومن يدعي غير ذلك فهو غير محق. يلاحظ أن حضور المستثمرين من أبناء المنطقة قليل إن لم يكن معدوما، ما هي الأسباب من وجهة نظرك؟ ** دائما سمو أمير المنطقة يتحدث عن هذا الموضوع، ويؤكد أن جازان مدينة خير، بل ويستغرب أن أبناء المنطقة لم يسهموا في تنميتها اقتصاديا بالشكل المطلوب، وحقيقة بدأوا الآن وإن كانوا متأخرين وعددهم قليل جدا، حيث ينفذون حاليا فنادق خمس نجوم، وبصراحة جازان فيها خير، ووضعها سيختلف كثيرا، ودعني أتحدث عن بقية التجار في المملكة، فجازان منطقة بكر تملك إمكانيات ليست موجودة في أي مكان آخر في المملكة، أجواؤها رائعة، فلماذا لا تقام فيها المنتجعات، والمدن السياحية؟ وأنا أراهن على أن جازان وفي القريب العاجل ستصبح وجهة الاستثمار الأولى على مستوى المملكة إن لم يكن على مستوى الخليج. ما هو دور الأمانة في إعداد الدراسات وعرض المواقع الاستثمارية المناسبة لرجال الأعمال؟ عرضنا جزءا بسيطا جدا، وما زال لدينا الكثير، نقدمها على دفعات وحسب الحاجة، ولا نريد أن نضع هذه الاستثمارات في سلة واحدة، وسمو أمير المنطقة وجه بإجراء دراسات لكثير من المشاريع، والأمانة تعمل على تهيئة المواقع للمستثمرين، بعد الإعلان عنها وطرحها للمنافسة. الإصحاح البيئي إذا أردت الحديث عن الإصحاح البيئي، نجد أن أمراضا تظهر من حين لآخر، بعد أن تختفي لسنوات، وهي لا شك أمراض مخيفة، ما هو دور الأمانة لمواجهة خطر هذه الأمراض؟ الاجتماعات التي عقدت على مستوى وكلاء الوزارات والمتعلقة بهذه الأمراض لم يبت فيها، أما على مستوى الإدارات المعنية في منطقة جازان، فالتنسيق قائم، ومشاريع الأمانة في مجال الإصحاح البيئي التي اعتمدت، لم يسبق أن اعتمد مثيل لها في السابق، حيث نعمل الآن ب 333 مليون ريال لهذه العملية داخل النطاق العمراني الذي يقع تحت مسؤولية الأمانة، ووصلنا إلى أن عملنا تغيير للخزانات وشبابيك المنازل وصيانة المكيفات، أي أننا تخطينا العمل العادي، والمعاناة تكمن داخل المنزل بعدم الاهتمام بمكافحة البعوض، رغم جهود التوعية التي تبذلها وزارة الصحة، التي أعتقد أنه من المستحيل أن تصل إلى كل منزل. إذا كنتم تقومون بواجباتكم، ووزارة الصحة كذلك، فأين الخلل؟ من السكان وعدم الاهتمام بالتجمعات المائية داخل المنازل، ووجود خزانات مكشوفة، وأغنام داخل أحواش هذه المنازل، فهم لا يستجيبون إلى مطالب إبعاد الحيوانات عن منازلهم، لذلك نحن بدأنا في محاولة إقناعهم ولكن المسألة تحتاج إلى وقت، وشكلنا لجانا تعمل أحيانا على نقل هذه الحيوانات دون موافقة أصحابها خوفا من انتشار الأمراض. هل هذه هي كل المسببات لانتشار الأمراض؟ المشكلة الكبرى تتمثل في وجود المخالفين والمتخلفين الذين يعبرون الحدود متسللين بطرق غير نظامية، يحملون الأمراض وينتشرون في المزارع، فيتم نقل الأمراض مباشرة بواسطة البعوض، وأقولها بصراحة طالما العمالة المخالفة تسرح وتمرح في جازان ستبقى هذه الأمراض تهدد حياة الناس، وسمو أمير المنطقة يتحدث عن دخول أكثر من ألف متسلل إلى جازان، يتواجدون في أسواق الخضار والفواكه، والمطاعم والشوارع والمزارع، الأمر الآخر هو تجمعات المياه الناتجة عن الأمطار التي تحتاج إلى إمكانيات هائلة لنزحها في الوقت المناسب منعا لانتشار البعوض الناقل لهذه الأمراض، ونحن نعمل بكامل إمكانياتنا لمواجهة هذه المشكلة. شكاوى المواطنين يتذمر بعض المواطنين من تدني مستوى الخدمات، ومن تعامل بعض الموظفين، ما هي طريقة تعاطيكم مع ما يردكم من شكاوى للوقوف على الحقيقة؟ باب مكتبي مفتوح للجميع، أباشر بنفسي وأقف على بعض الشكاوى، وأحيانا تشكل لجان للدراسة ووضع الحلول، ومن يثبت تقصيره يحاسب، وحققنا مع بعض رؤساء البلديات والموظفين الذين ثبت لنا أنهم أخلوا بواجباتهم، ولدينا تقييم نصف سنوي لجميع الموظفين بما فيهم رؤساء البلديات. في الختام ماذا تقول؟ منطقة جازان حظيت بدعم جيد، ظهرت بوادره بسرعة، لأنها كانت في حاجة إلى كثير من المشاريع التي تسير حاليا في الاتجاه الصحيح، وبصدق فإن سمو أمير المنطقة يعمل ليل نهار على متابعة كل صغيرة وكبيرة، من منطلق إيمانه أن في جازان إمكانيات ضخمة تغري المستثمرين الذين ما زالوا مقصرين في التوجه إلى جزر بكر لو استثمرت لشكلت نقلة لجازان إلى العالمية، إضافة إلى فرسان التي ما زالت تنقصها المشاريع السياحية الضرورية والجبال والعيون الحارة، وحقيقة لا أدري ما هي أسباب العزوف عن الاستثمار في هذه المواقع المغرية.