«المكراب وقحازة وسلوة والحاني والغجلة ومدسوس ومردان والحضن ومنيف» هذه المناطق ليست في أفغانستان أو باكستان والصومال، وإنما في وادي عبيدة بمأرب، وتقطنها قبائل آل معيلي التي يقال إن بعضا من رجالاتها يدعمون عناصر تنظيم القاعدة في المحافظة. وقد يكون السبب وراء هذه المزاعم أن عددا من أفراد القبيلة الذين انخرطوا في تنظيم القاعدة قتلوا في الضربات الجوية الاستباقية للطيران اليمني والأمريكي، ومن بينهم مبروك صالح بن معيلي، الذي قتل مع سبعة آخرين في يناير الماضي، كما قتل قيادي آخر منهم في صعدة أثناء حفل عرسه، وأصيب إلى جانبه سعيد الشهري نائب تنظيم القاعدة الذي أعلن عن مقتله مؤخرا. وبحسب المصادر فإن قبائل آل معيلي تحتضن زوجة القتيل سعيد الشهري الذي توفي متأثراً بجروحه التي أصيب بها في صعدة، ولا تزال زوجة الشهري حتى اللحظة تتواجد في أوساط أسرة أحد أبناء سعود المعيلي القيادي في تنظيم القاعدة. وتشير المعلومات إلى أن الضربات الجوية الاستباقية ولدت حالة من الرفض للقاعدة في أوساط أبناء قبيلة المعيلي وأدت إلى نشوب خلافات، تطورت لاشتباكات بين أفراد القبيلة قتل على إثرها مالك سعود بن معيلي أحد أعضاء تنظيم القاعدة. وجراء العمليات المتلاحقة فإن قبيلة آل معيلي المعروفة بكرمها، بدأت تتخوف من أن تؤدي التصفيات داخل الأسرة تحت مسميات القاعدة إلى خلق ثارات مستقبلية، ولذا عمدت إلى توقيع وثيقة تضمن ضبط الأمور في وادي عبيدة. إلا ان بعض أفرادها ما زالوا يدعمون فكر القاعدة، ولكن شيخ مشايخ قبائل الدماشقة «إحدى قبائل آل معيلي» بمأرب ناصر بن علي بن عوشان نفى أي وجود لتنظيم القاعدة ونشاطها في مناطقهم ومحافظة مأرب بكاملها أو بقبيلة آل معيلي تحديدا. وقال عوشان: إن تواجد عناصر تنظيم القاعدة في مأرب أصبح من الماضي، ولم يعد هناك سوى أفراد من المخربين لا علاقة لهم أو ارتباط بالقبيلة، مضيفاً: إن هؤلاء المخربين ينفذون اعتداءات على المصالح الحيوية حينما تنتهي المبالغ التي يستلمونها من السلطة مقابل التوقف عن القيام بأي أعمال تخريبية. وأكد أن القبيلة ستقف إلى جانب الدولة وعلى استعداد لكشف المخربين ومن يستهدف المنشآت الحيوية والنفطية وبما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار في مأرب واليمن والمنطقة بكاملها. من جهة أخرى حذر زعيم قبيلة الدماشقة من خطر التمدد الحوثي الإيراني الذي يسعى لإيجاد بؤرة للدخول إلى مأرب وفرض أفكاره ومعتقداته على مجتمعها القبلي المحافظ قائلا: الحوثيون والإيرانيون أخطر من القاعدة ويسعون للتمدد إلى مأرب والسيطرة عليها، مشيراً إلى أن القبيلة لن تقف مكتوفة الأيدي وستواجه التمدد الحوثي لمناطقهم بحزم وقوة ولن تصمت. و يرى محمد الشبيري صحفي من محافظة مأرب أن القاعدة لا تتخذ مأرب سوى ممر آمن لعناصرها إلى المناطق المجاورة كمحافظات أبين وشبوة وحضرموت والجوف، كون مأرب تتوسط كل هذه المحافظات، ويسعى التنظيم لعدم الاحتكاك بقبائل مأرب وتلافي أية مواجهة قد تحصل لعلمه المسبق بموقف القبائل المأربية الرافض لتواجده.