حينما تطلع على صفحة الإعلانات في أية صحيفة عن المفقودات الرسمية تجد تلك العبارة «فعلى من يجدها أن يسلمها لأقرب مكتب أو إدارة» وإذا أردت استخراج بديل يقال لك لابد من أن تعلن عنه بإحدى الصحف المحلية اليومية ويدوم الإعلان شهرا ثم تسعى لاستخراج بدل مفقود من المدينة التى تم العقد بها. وبالمثل يقال هذا لمن فقد بطاقة الأحوال المدنية أو بطاقة العائلة وربما أنك تخضع للاستجواب أيضا وكذا إذا فقدت رخصة القيادة أو جواز سفرك أو صك تملكك قطعة أرض وأمثالها وهنا حقيقة لي وقفات أو لدي أسئلة أريد طرحها على الجهات الرسمية المسئولة عن تلك الوثائق تتمثل بالآتى: ما هي الفائدة المقصودة من الإعلان عن المفقود بإحدى الصحف المحلية اليومية فإن كان المقصود أن هناك أملا بالحصول عليه بسبب هذا الإعلان فأجزم أن هذا أمل مستحيل الحصول. إن كان المقصود هو استفادة الصحف من قيمة الإعلانات فالصحف مملوءة بالإعلانات التى ستملأ خزائنها بدون ما سيدفع لها نظير إعلاناتها عن فقدان تلك الوثائق. إن كان المقصود إلحاق نوع من العتاب لصاحب المفقود فأجزم أن هذا لن ينال منه شيئا وغالبا لا ذنب له لأن أيا من الناس لن يتعمد تضييع أو إتلاف لأي من الوثائق الرسمية التي تخصه لعلمه بالأضرار التى ستلحق به من جراء فقده أي من تلك الوثائق الرسمية التى تخصه. ألا يكفى ما كتب على تلك الوثيقة من عبارات تقول (على من يجد تلك الوثيقة وتسمى أن يسلمها لأقرب مكتب أو مركز أو إدارة مختصة) علما بل أجزم بأن حتى ولا 1 % من المفقودات إن وجدت ستسلم للجهات المختصة أما إن كان فقده بسبب تلف كتمزيق بالخطأ أو احتراق أو تلف بواسطة الماء وما شابهها فاليأس من وصولها إلى الجهات المعنية مؤكد. الذي أعرفه أن تلك العبارة التى تدون على ظهر كل وثيقة سواء حفيظة نفوس أو رخصة وخلافهما كان لها دور فى وقت مضى كانت المدينة كالرياض وجدة لا يتجاوز قطرها 1 2 كم2 بمعنى مفقودها يسهل العثور عليه بل يمكن الإعلان عنه عند أبواب المساجد أو داخل الإدارة المعنية وكان هذا يحصل فعلا أما اليوم ومع اتساع المدن وتزايد أعداد السكان ووجود أعداد غفيرة من المستقدمين فلدى 99 % أنها لن توجد وإن وجدت فلربما تقع بيد أجنبي فيعمد إلى استغلالها بقد الإمكان وشاهد ذلك الرجل الذى استغل وثيقة الأحوال ثلاثين سنة. أرى أن عبارة بدل فاقد غير صحيحة والصحيح هو بدل مفقود لأن الفاقد هو صاحب الوثيقة وكلمة فاقد اسم فاعل بينما الوثيقة هي المفقود ومفقود اسم مفعول فيا ليت تصحح تلك الكلمة فى الإعلانات وطلبات البدل وأرى أن يدون جوال صاحب الوثيقة أي وثيقة عليها ليسهل الاتصال به حال العثور عليها. وختاما أقول دعونا من هذا الروتين الميت والمكلف واصرفوا بدل مفقود بلا عناء يلحق بالفاقد رأفة بالمواطن واختصارا للوقت مع تعهد صاحب المفقود بأن يسلم المفقود حال حصوله عليه للجهة المختصة مع الإشارة بأن صرف بدل المفقود يلغي مفعول المفقود ابتداء من تاريخ صرف البدل، أتمنى أن يكون لهذا الإيضاح صدر رحب لدى كل مسؤول بتلك الجهات المعنية خاصة بوزارة الداخلية.