حركة الفن التشكيلي في هذه المحافظة ملفتة للنظر، فالدوادمي مدينة «داخلية» في بيئة محافظة، والفن – عادة يلاقي بعض الصعوبات ولا يزدهر في أجواء المزاج المحافظ الذي تحكمه قواعد وضوابط تتسم بالثبات.. والملفت في هذه الحركة الفنية هو بروز فن «النحت»، إذ بدأ منذ أكثر من 35 عاما، وبات من السمات المميزة لمدرسة الدوادمي الفنية. هذه الحركة تحتاج إلى التفاتة والفنانون يشكون من نقص الإمكانات حتى دفعتهم هذه الحال إلى استخدام بيت أحدهم (أحمد الدحيم) ليكون مقرا لهم.. في زيارتي الأخيرة للمحافظة تعرفت على ملامح الحركة الفنية التشكيلية من خلال بعض رموزها، وكان لقائي الأول مع الفنان النحات أحمد الدحيم الذي يمثل وزملاؤه جيلا في المدينة. وفي هذا الحوار مع الدحيم نسلط الأضواء على جوانب من الحركة الفنية (النحت بصفة خاصة) في هذا الجزء من الوطن: كيف تسلطون الضوء على الحركة التشكيلية في محافظة الدوادمي؟ حركة الفن التشكيلية انطلقت في المحافظة قبل 35 عاما، ومنذ ذلك التاريخ وهي تحقق المراكز المتقدمة على المستوى المحلي انطلاقا من «مرسم الدرع». وهناك نخبة من الفنانين المميزين ما زالوا متواصلين ومواصلين في الحركة الفنية إلى يومنا هذا.. وبعد انفصال الفنون التشكيلية عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وانتقالها إلى وزارة الإعلام، استغللنا هذا البيت ليضم مجموعة من الفنانين التشكيليين حتى لا يكون هناك تفكك واندثار للحركة الفنية. ولهذا لا تزال الحركة التشكيلية تتطور وتنمو.. تتميز بالنحت ما الذي يميز الحركة التشكيلية في الدوادمي عن غيرها؟ الحركة الفنية التشكيلية هنا تتميز بالنحت، وكان رائد هذا الفن المؤثر في أبناء المنطقة الفنان الراحل محمد العبداللطيف – رحمه الله – وقد كان مشرفا على التربية الفنية وحاصلا على الماجستير من الولاياتالمتحدةالأمريكية في مجال النحت، بالإضافة إلى المشاركات الدولية لأعضاء بيت التشكيليين. وقد برزت أسماؤهم في الحركة التشكيلية في المحافظة، وبالأخص فن النحت.. الدوادمي مثل الكثير من مناطق المملكة بيئة محافظة، فكيف تمكنت المرأة من دخول عالم الفن التشكيلي، وكيف ينظر إليها المجتمع؟ دخول المرأة في الفن التشكيلي على مستوى المملكة يعتبر حديثا، مقارنة بالرجل، فقد كان هناك تحفظ على دخولها هذا المجال، لكن تشجيع الجهات الرسمية ووعي الدولة لأن تخوض المرأة في كل المجالات – دون الخروج عن قيم المجتمع – والآن المرأة في محافظة الدوادمي دخلت إلى الفن التشكيلي انسجاماً مع ما يحدث في مناطق المملكة كلها. وهناك إقبال وسباق على الدخول في هذا المجال. ما هي الأسماء النسائية البارزة في هذا المجال في المحافظة ؟ توجد العديد من الفنانات مثل: سارة الرويس، نورة العندس، سهام العبد الكريم (مشرقة تربية فنية)، ريما المقرن، وهديل الحسيني. وكل واحدة من هؤلاء الفنانات لها أسلوبها وطريقتها التي تميزها عن غيرها، ولهن مشاركات فنية خارج بيت التشكيليين. ما هي مشاركاتك الفنية، ما أبرز أعمالك في النحت؟ شاركت في العديد من المناسبات الداخلية، والخارجية في إيطاليا ولبنان، والقاهرة. وكنت رئيس وفد المملكة في بينالي الشارقة وبنغلادش.. وشاركت في معارض فنية في فرنسا، تشيكوسلوفاكيا. لدي ثلاثة مجسمات في النحت على الحجر، ومجسم في برج إذاعة الرياض. ومجسمان في مدينة الرين في محافظة القويعية، وثلاثة مجسمات في مدينة غروة في محافظة الدوادمي، ومجسمات في دخنة في منطقة القصيم.