استغل بعض ضعاف النفوس في منطقة عسير المركبات المظللة المخصصة لنقل المعلمات لتهريب المتخلفين والمخالفين لنظام الإقامة والعمل، معتقدين أن ملصقات «نقل المعلمات» على خلفية مركباتهم ستحميهم من الجهات المعنية، وتجعلهم ينفذون هذه المخالفة بعيدا عن العيون الساهرة. وفيما طالب عدد من المواطنين بضبط هؤلاء السائقين المخالفين، أكد ل «عكاظ» مصدر مطلع أن 8 جهات مختصة تعمل على إعلان قرار لكبح تهريب المجهولين بمركبات المعلمات خلال العام المقبل. وبين الناطق الاعلامي لشرطة المنطقة المقدم عبدالله شعثان، أن الشرطة ليست لديها إحصائية عن نقل المخالفين عبر مركبات نقل المعلمات، مشيراً إلى أن هناك تشديدات على بعض المنافذ لبعض المركبات المشتبه فيها. وأكد الناطق الإعلامي لمرور المنطقة محمد سعيد الشهراني أن إدارته تتعاون مع وزارة النقل باستخراج تصاريح لشركات نقل المعلمات، مبيناً أن المرور في حالة وجود بلاغات تتعاون مع الشرطة. وقال مدير عام التربية والتعليم بالمنطقة جلوي آل كركمان إن وزارة التربية والتعليم تهتم بالمعلمة من جميع النواحي، وتحديداً نقلها من وإلى عملها، ومن يتخذ مركبة نقل المعلمات لتهريب المجهولين يعتبر خائناً لوطنه. ويقول محمد القحطاني أحد العاملين في نقل المعلمات: أشاهد عدداً من قائدي مركبات المعلمات ينقلون المتخلفين من تهامة قحطان وتهامة عسير وقبل نقاط التفتيش ب 2 كيلو يهربون عبر الجبال، بعيداً عن أعين الجهات الأمنية، موضحاً أن أمانة الوطن فوق أي اعتبارات أخرى. من جهته أكد محمد القثمي مدير إحدى شركات النقل، أن إدارته تحرص على جلب كادر وظيفي من السائقين على مستوى عال من السعوديين وغيرهم، شريطة أن يكون سجلهم نظيفاً وليست عليهم سوابق، مشيراً إلى أن الشركة تحرص أن يكون السائق على كفالة الشركة، وأن يكون من الكفاءات الجيدة ومارس عمل النقل من قبل. وبين مفرح القحطاني أنه ينقل المعلمات من أبها إلى الفرشة في تهامة قحطان منذ ست سنوات، ولاحظ عدداً من سائقي مركبات المعلمات يهربون مخالفي الاقامة من وادي الحياة، جبل حشر، خشم عنقار ووادي سريان. إلى ذلك كشف المواطن جابر سعيد أحد سكان تهامة قحطان، أن المركبة التي تجاور مستشفى الفرشة ( وحددها بالرقم ) متخصصة في نقل المجهولين من الفرشة إلى أبها وخميس مشيط. ورفض أحد السائقين والمعروف بنقل المجهولين، الحديث حول كيفية تهريبهم، مكتفياً ب «أنه رزق لتأمين احتياجات أسرته المكونة من عشرة أطفال». واعترف م. الدقي من جنسية عربية بأنه ينقل عددا من المجهولين بحافلة المعلمات من سريان إلى أبها بمبلغ 2200 ريال للواحد، بعد تجاوز بعض نقاط التفتيش، وعن عدم تخوفه من التبليغ بين أنه يغير اسمه وشريحة الجوال كل يوم. من جهته أكد أستاذ المرافعات بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور حسين باوديان، دور المواطن في حماية وطنه من سائقي مركبات المعلمات المخالفين. إلى ذلك أشار محمد الطاسان المستشار النفسي إلى أن نقل المجهولين بمبالغ كبيرة أمر مخالف لا بد من مواجهته. وأكدت المعلمة سلمي الوادعي أن رائحة تزكم الأنوف تنبعث من السيارة التي تنقلهم وتحديداً عند العودة بعد الساعة الواحدة والنصف، إضافة لوجود بعض الملابس والأوساخ.