فرضت عادتا “الدزّة” و”العانية” حضورهما في مشهد الجبيل الاجتماعي، فرغم أن الزواج يتكرر في كل مناطق المملكة، إلا أن لكل منطقة عادات اختصت بها أو ربما تتشابه مع مناطق أخرى، ولكن تختلف في التطبيق. وإذا أخذنا على سبيل المثال المنطقة الشرقية خاصة وجوارها الخليجي، سنجد أن الطقوس تكاد لا تختلف، ولكن ربما افترقت شيئا طفيفا في المسميات، حسب جغرافية ولهجة المكان. “الشرق” تحدث إلى رجال ونساء من الرعيل الأول في مدينة “الجبيل”، على الساحل الشرقي، ساردين لنا حكايا عن زيجات “أيام زمان”، وما بها من ذكريات حميمة عند أصحابها. تقول الهنوف الحمدان إن “طقوس الزواج في الجبيل، تبدأ من الملكة وهي : ليلة يتم فيها توثيق عقد النكاح بعد الرؤية الشرعية بحضور شاهدين ووليي أمر العروسين والمأذون، وتكون عائلية ومختصرة”. هذه “الملكة” اختلف وضعها حاليا، حيث تشير الحمدان إلي أنه “في وقتنا الحاضر أصبحت أكثر بذخا وإسرافا، وأصبحت تضاهي حفلة الزواج، حيث تقام حفلة وأغاني وأهازيج، أفقدت الحفاظ على العادات القديمة”. ولكن ماذا عن باقي الطقوس؟ تواصل سردها موضحة ”تأتي بعد ذلك ليلة الحناء، وهي الليلة التي تسبق الزواج بليلة أو ليلتين، تجتمع فيها النساء من أخوات العروس وبناتهن والمقربين، وصديقات العروس لنقش الحناء، ويتخللها قرع للطبول والاحتفاء بالعروس، في آخر ليلة لها قبل زواجها وهي عادة مازالت حتى وقتنا الحاضر”. ومن طقوس الزواج قديماً، يقول فايز السبيعي، إن هناك مايسمى ب(الدزة) وهي عبارة عما يسمى قديماً ب “الزهاب” لمنزل الزوجية وحاجياته من مواد غذائية وطحين وأرز وقهوة، وتكون عصر اليوم الذي يسبق الزواج بليلة، و”تجوب الدزة الفريج (الحي) وسط أهازيج وفرح”، والآن تمارس هذه العادة بالسيارات. لا تقف الحكاية عند هذا، فهناك “الهدية المقدمة من العريس إلى العروسة والتي تعرف حالياً بالشبكة” يقول أحمد البوعينين، حيث يشتري الذهب والحلي والمجوهرات ثم يقوم بمساعدة والدته أو إحدى أخواته بإلباسها العروس، وهي وإن كانت موجودة في أيامنا هذه، إلا أنها أخذت طابعا رسميا أكثر!. وتذكر هدى الزكرتي، من عادات الزواج في الجبيل، أن “العريس يقدم هدية في الليلة التي تلي الدخلة في الصباح، ويتبعها وجبة غداء لاستقبال التهاني من الأهل والأقارب، الذين لم يتمكنوا من تقديم التهاني للعروسين أثناء ليلة زفافهم”. وحول مساعدة الزوج في تكاليف زواجه، يقول حسين المري، إن “هناك مساعدة وهدايا عينية تقدم للمِعرس من أصدقائه وأقاربه وأبناء عمومته ليلة الزفاف، عبارة عن مبالغ نقدية أو أغنام، مساهمة منهم في تقليل تكلفة الزواج، ومساعدته” وتسمى ب”العانية”، وهي صفة لم تغب مع تبدل الأيام. أعراس | الجبيل | زواجات | عادات | مجتمع