تنصب القارة السمراء اليوم عريسها التاسع والعشرين حين يسدل الستار عن منافسات كأس الأمم الافريقية لكرة القدم، حيث تشهد المواجهة النهائية بين نيجيريا وبوركينا فاسو ملعب سوكر سيتي صراعا خاصا بمعايير مختلفة في الجانبين. إذ تقف نيجيريا على بعد انتصار واحد من إنهاء 19 عاما من الانتظار لكن الفريق الذي تصب معظم الترشيحات في صالحه قلق من التهديد الذي تمثله بوركينا فاسو في المباراة النهائية. وحين تعادل الفريقان بهدف في مباراتهما الأولى بالمجموعة الثالثة لم يكن هناك ما يكفي من الدلائل على أن البلدين سيواصلان المشوار حتى المباراة النهائية. لكنهما أظهرا من الصلابة والتصميم وعقلية الانتصار ما يعد بختام ممتاز للبطولة التي استمرت ثلاثة أسابيع في ملعب يتوقع أن يمتلئ بالجمهور. ويبدو أن النسور تمسك بمفاتيح الانتصار بتشكيلة تخلو من الاصابات باستثناء بعض القلق بشأن لاعبها فيكتور موزيس الذي تألق في البطولة لكنه عانى من مشكلة أخرى مزعجة في مباراة قبل النهائي يوم الاربعاء الماضي حين سحقت بلاده مالي 4-1. وعلى النقيض فإن بوركينا فاسو ستلعب بدون آلان تراوري الذي سجل ثلاثة أهداف في بداية البطولة لكنه غاب بعد مرحلة المجموعات بسبب الاصابة. كما قد تلعب بوركينا فاسو بدون المدافع محمد كوفي الذي خرج مصابا حين انتصرت 3-2 بركلات الترجيح على غانا في قبل النهائي يوم الاربعاء.ويبدو كذلك أن بوركينا فاسو ستضطر لقبول غياب أحد أهم لاعبيها وأكثرهم فعالية وهو جوناثان بيترويبا الذي طرده الحكم التونسي سليم الجديدي لحصوله على إنذارين ضد غانا. لكن الاتحاد الافريقي لكرة القدم عاقب الجديدي بالايقاف بسبب أدائه السيئ وإن قبل استئناف بوركينا فاسو فإن بيترويبا سيعود للعب. العبور إلى النهائي وبلغ الفريقان اللذان يندفع كل منهما للهجوم بسرعة ويعتمد على نقاط قوته في هذا الجانب - للنهائي بطريقتين متباينتين إذ تألقت نيجيريا لتفوز 2-1 على ساحل العاج التي كانت أبرز المرشحين للفوز باللقب في دور الثمانية قبل أن تواصل مشوارها بالفوز على مالي في قبل النهائي. واحتاجت بوركينا فاسو لبذل جهد كبير لتفوز 1-صفر على توجو في دور الثمانية ثم لعبت لساعتين كاملتين ضد غانا في مباراة انتهت بالتعادل 1-1 ومضت لتفوز في ركلات الترجيح. وقد تمثل الروح القتالية العالية والعزيمة لدى بوركينا فاسو اختبارا بالغ القوة لنيجيريا يوم الاحد لو نجح دفاعها في احتواء خطورة الهجوم النيجيري القوي الذي تفجر ضد مالي مسجلا ثلاثة أهداف خلال 20 دقيقة فقط من الشوط الأول. وقدم كوفي أداء مبهرا في دفاع بوركينا فاسو إلى جانب بول كوليبالي وبكاري كوني لكن نيجيريا تهاجم بقوة بينما يسيطر موزيس وجون اوبي ميكل اللذان يلعبان معا في تشيلسي بطل اوروبا على الأداء في وسط الملعب. وفي الأمام سيلعب ايمانويل إيمنيكي الذي أظهر خطورة كبيرة وسجل ثلاثة أهداف بينها الهدف الوحيد ضد بوركينا فاسو في المباراة الأولى. بل إن فرصهم في النجاح قد تتحدد قبل المباراة لأنه إن غاب بيترويبا أو موزيس قد تميل الكفة لصالح المنافس. واذا لم يلحق الاثنان بالمباراة قد يكون لدى نيجيريا عمق أكبر في التشكيلة.