قصص الاعتداء على المرأة من الأحداث التي يدمى لها القلب ويندى له الجبين، ووفق مختصين عددوا هذه الاعتداءات، تراوحت بين الضرب والاستيلاء على المال والطرد من المنزل. بداية، يقول أستاذ الصحة النفسية ووكيل كلية التربية للدراسات العليا ورئيس قسم العلم التربوي بجامعة طيبة الدكتور نايف الحربي «إن من أبرز الحالات التي مرت عليه بخصوص العنف الأسري ضد المرأة بالمدينةالمنورة، امرأة تعيش مع والدها وأخوانها وأمها المتوفاة منذ زمن، يرفض الأب باستمرار (الخطاب) الذين يتقدمون لطلب الزواج من ابنته، بسبب راتبها فهي تعمل معلمة بإحدى المدارس الحكومية، واكتشفت الابنة بعد ذلك أن والدها كان يأخذ كل راتبها ويسحبه من بطاقتها البنكية كل شهر، وفي مرة من المرات غيرت الابنة الرقم السري الخاص بالبطاقة البنكية فعلم والدها، فعنفها وضربها، فهربت وذهبت للعديد من الفنادق للإقامة فيه، ولكنهم رفضوا استقبالها لعدم وجود محرم معها بالرغم من امتلاكها للمال، فرآها رجل وزوجته وأخذوها معهم وذلك لعدم وجود (سكن للمعنفات) في المدينةالمنورة. وأضاف الحربي أن من الحالات أيضا رجلا متزوجا من امرأة بالمدينةالمنورة، كانت طبيعة عمله تختلط بالكثير مع السيدات ولم تعترض الزوجة على ذلك بتاتا، لكن أصبحت للزوج تصرفات مريبة جعلت زوجته تشك في أمره، حيث عندما كانت تعود الزوجة إلى منزلها بعد زيارة أهلها، تجد امرأة استخدمت فرشاة شعرها ويكون لون الشعر مختلفا تماما عن لون شعر الزوجة، وتجد في بعض الأحيان إكسسوارات نسائية مثل (مشبك شعر أو أحد الأقراط)، فأخبرت زوجها بذلك ولكنه أنكر، وأصبح يعنفها ويضربها دوما ولم يكتف الزوج بذلك، لكنه ازداد في أمره بعد أن أخبرته الزوجة بما تراه. وأكد الدكتور نايف الحربي أنه يجب علينا التأكد ومعرفة أن العنف الأسري ضد المرأة له عدة أوجه فهنالك (العنف النفسي، الاقتصادي، الصحي، الجسدي، الجنسي)، مشيرا إلى أن هناك نوعا جديدا من أنواع العنف يسمى ب(الإهمال). وأضاف: كوني متخصصا في مجال الاستشارات النفسية والأسرية وأستاذ جامعي يردني الكثير من المشكلات الأسرية، في مقدمتها ما تتعرض له المرأة السعودية من عنف من القائمين عليها أبا وأخا أوزوجا، ما يؤثر بشكل أو بآخر على مستوى أدائها في الأسرة من ناحية تربيتها لأبنائها أو كامرأة عاملة تشارك في البناء المجتمعي، من خلاله نستطيع أن نرى الرابطة المنطقية بين العنف الموجه ضد المرأة وسلوك الأبناء العدواني. واستطرد أنه يمكن تجاوز التأثير النفسي للمرأة المعنفة من خلال تقديم البرامج الإرشادية على المستوى الدراسي للبنين والبنات، ومن خلال مؤسسات المجتمع المدني (الجمعيات ذات العلاقة بالبناء الأسري) مع ملاحظة إثراء التعاون بين المدرسة والأسرة والمجتمع، ما يساعد في تسهيل التعرف إلى الضحايا والتدخل لحماية المرأة من العنف. من جانبه، أوضح مدير الحماية الاجتماعية بصحة المدينة خالد شرف، أن أول أجراء نتخذه عند وصول المعنفة لنا، هو أنه يتم أبلاغ الشؤون الاجتماعية ورئيس لجنة الحماية بالمنطقة، وإبلاغ الشرطة عن تلك الحالة، ومن ثم نقوم بالإجراءات الأخرى وهي كتابة تقرير طبي ونفسي واجتماعي عن الحالة ثم ننتظر لجنة الحماية ماذا تقرر.