نجح وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد في إحداث تغييرات كبيرة وجريئة في المؤسسة العسكرية اليمنية التي ظلت توجيهاتها وقراراتها طيلة العقود الماضية حصراً على القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس الجمهورية. وزير الدفاع اليمني، الرجل الصامت والمتواضع والعسكري والخبير المحنك، نجحت التغييرات السياسية في اليمن التي أفرزتها ثورة الربيع العربي ومنحته الوقت والفرصة المناسبة لإبراز مواهبه العسكرية في التعامل مع الوضع العسكري اليمني المعقد من خلال وضع العديد من الخطط العسكرية، وكان المهندس الوحيد للهيكلة العسكرية في وزارة الدفاع التي أدت إلى إيجاد تحولات عسكرية كبيرة ووضع الأسس الحقيقية لإنهاء الانقسامات التي كانت سائدة في طبيعة منظومة الجيش اليمني واستعاد منظومات الصواريخ إلى إمرة وزارته. وكان إعلان الوزير العسكري أن وزارته ماضية في الهيكلة العسكرية وإنشاء جيش وطني موحد على أسس عسكرية وتحمله مسؤولية قيادة الفريق العسكري المكلف بإجلاء المواقع العسكرية للمسلحين داخل العاصمة صنعاء هي البداية الجديدة لمرحلته العسكرية وتصدره للمشهد اليمني لرفضه كل الإملاءات إيماناً منه بأن الوطن هو الأبقى وعليه أن يعمل من أجله. اللواء الركن الرجل الذي عرف بتواضعه تحول من رجل مطأطئ إلى قائد خبير عسكري محنك يصنع الخطط العسكرية ويقود الجيش في المواقع الحساسة ضد تنظيم القاعدة والعناصر التخريبية التي تستهدف أمن واستقرار اليمن ويتهيأ الآن للاجهاض على زعيم تنظيم القاعدة في اليمن ناصر الوحيشي. رغم اليأس الذي كان قد تسلل إلى الشعب اليمني في استعادة السيطرة على المدن التي استولت عليها القاعدة وعلى رأسها محافظات أبين وشبوة والبيضاء جراء انشغال الدولة بالأوضاع السياسية السائدة في البلاد لكن الحزم الذي أظهره اللواء محمد ناصر والنزول الميداني إلى مواقع المواجهات وتعيين القيادي المناسب في الموقع المناسب أدى إلى نجاحه في قهر فلول القاعدة واجتثاثها وهو ما جعله يتصدر قوائم القيادات المستهدفة من تنظيم القاعدة حيث تعرض لأكثر من ست محاولات اغتيال طيلة العامين الماضيين. كانت أول تدشين القاعدة لمحاولاتها اغتيال وزير الدفاع في محافظة عدن حيث عمدت إلى تلغيم سيارته بعبوات ناسفة في أواخر عام 2010م وجراء فشلها الذريع في تحقيق أهدافها في مدينة عدن توجهت إلى العاصمة صنعاء ووضعت عبوات ناسفة بالقرب من مقر إقامته، ونظراً لليقظة العسكرية التي تتمتع بها حراسته فقد اكتشفتها قبل انفجارها وأبطلت مفعولها. وفي عام 2011م وفي شهر أغسطس نجا وزير الدفاع من محاولة اغتيال أثناء كان في طريقه بين محافظة عدن وزنجبار بمحافظة أبين أدت إلى استشهاد 2 من حراسه وإصابة 2 آخرين جراء انفجار لغم أرضي في طريق موكبه أثناء قيامه بزيارة الوحدات العسكرية المرابطة على مشارف زنجبار، كما نجا الوزير من محاولة اغتيال استهدفت موكبه (الثلاثاء 27 سبتمبر 2011م) على الطريق البحري في عدن حيث استهدف انتحاري بسيارة مفخخة موكب الوزير على الطريق البحري في مدينة عدن، وأسفر الانفجار عن مقتل الانتحاري وجرح 10 من حراس الوزير. وفي 21 مايو الماضي نجا الوزير من تفجير انتحاري استهدف تمرينا لعرض عسكري بحضوره ما أسفر عن استشهاد عدد من منتسبي القوات المسلحة والأمن. ونجا الوزير من محاولة اغتيال في يونيو 2012 على يد جنود حيث أطلقوا النار على موكب بالقرب من مقر اللواء 111 المرابط في محيط مدينة لودر في محافظة أبين، إلا أنه لم يصب بأذى جراء الهجوم، غير أن تنظيم القاعدة كاد يحقق هدفه في سبتمبر العام الماضي بسيارة مفخخة استهدفت موكبه أثناء خروجه من مجلس الوزراء وأسفرت عن مقتل 7 من حراسته الخاصة ونجاته، ويظل حياة قاهر العناصر التخريبية وتنظيم القاعدة وصاحب اليد القوية التي لا تخشى إلا خالقها حلماً للقاعدة وتحفه دعوات الكثير من محبي اليمن.