العلماء والمثقفون في المملكة تأييدهم وترحيبهم بمطالبة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب للرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بعدم التدخل الإيراني في شؤون الخليج العربي واحترام البحرين كدولة عربية، مؤكدين أنها دعوة تأتي من عالم يدرك المسؤولية الملقاة على عواتق العلماء، ورفض شيخ الأزهر المد الشيعي في الدول السنية، وطالب الرئيس الإيراني بمنح أبناء إقليم الأهواز حقوقهم الكاملة. بداية، أوضح عضو المجمع الفقهي الإسلامي الدكتور محمد النجيمي أن النظام الإيراني يتدخل بشكل سافر في دول الخليج، مشيرا إلى أن مطالبة شيخ الأزهر تأتي تأكيدا لهذه المخاوف الخليجية، حيث طلب عدم التدخل في الأقليات الشيعية في الدول السنية. وقال النجيمي معقبا: كما نعلم جميعا أن النظام الإيراني داعم أساسي للنظام السوري وحزب الله، حيث طالب شيخ الأزهر بحقوق السنة في إيران، وهذا تطور هائل ومهم ويهم إخواننا الأحوازيين العرب، مضيفا: إن سب الصحابة وأم المؤمنين هو أمر مرفوض؛ لذا فإن شيخ الأزهر رفضه بصراحة أمام الرئيس الإيراني. أما المحامي والباحث الشرعي والقانوني الدكتور محمد المشوح، فأكد خطورة التدخلات الإيرانية، وبخاصة في البحرين وسوريا، موضحا أن دعوة شيخ الأزهر تأتي لما لتلك المؤسسة الإسلامية الكبرى من مصداقية، حيث تبني تصاريحها على المصالح العربية والإسلامية، ومناداة شيخ الأزهر هي تأكيد للكف عن التدخلات السياسية والدينية التي تؤدي إلى وأد الفتن في الأجواء والعالم الإسلامي. من ناحيته، رحب الأديب عبدالمحسن الحقيل بدعوة شيخ الأزهر بعدم تدخل إيران في شؤون دول الخليج العربي، قائلا: نحن بوصفنا كتلة سياسية ودينية واحدة، أي دول الخليج العربي، فإننا لن نسمح بالتدخل الإيراني في بلادنا، وشيخ الأزهر لم يقل إلا الحق، فله منا أجزل الشكر وأعذبه. من جانبه، أيد الكاتب الدكتور علي فخرو وزير التربية والتعليم البحريني السابق دعوة شيخ الأزهر، موضحا أنه لا يوجد مبرر أو مبدأ يتيح لإيران التدخل في دول الخليج والبحرين تحديدا، مبينا أنه لا بد من رفض أي تدخل خارجي، ومشيرا إلى أن تدخل أطراف خارجية عبر أي نوع من الطائفية للضغط أو توجيه حراك أمر مرفوض، ويخلق ظروفا غير سليمة، ويعرقل إدخال خطوات إصلاحات منفتحة ومتعددة الأبعاد في مختلف المجالات. وأيد زعيم الكتلة العراقية البيضاء في البرلمان العراقي النائب حسن معروف والمفكر حسن العلوي دعوة شيخ الأزهر إلى عدم تدخل إيران في الشأن الخليجي؛ حتى لا تكون البحرين ميدانا للصراع، وعلى إيران أن تلتفت لشعبها ولا تنغمس في الآخرين لزعزعة واستقرار ونسف إرادة وتنمية البلدان، مشيرين إلى أن طبيعة إيران القتال خارج بلادها، فتصنع بؤرا تزيد من حدة الصراع التي تكون سببا للاحتراب الطائفي بين الشعوب.