حددت فتاة في ليلة قرانها (ريالا) سقفا لمهرها لكنها اشترطت على العريس بعدم الزواج عليها طيلة حياتها، وكان هذا الشرط مفاجئا لمأذون الأنكحة الشرعية الشيخ مبارك العمري، الذي اعتبر في ذات الوقت أنه يحق لها ذلك طالما توافق مع رغبة الطرف الآخر، وأكد العمري إصرار الفتاة واشتراطها على ألا يتزوج العريس عليها وهي على قيد الحياة مقابل أن يدفع مهرها ريالا، مبينا أن الزوج أبدى موافقته على الفور ولا يزال الزواج مستمرا». ويشير العمري إلى أنه عقد خلال خمس سنوات 100 قران وصل أعلى المهور 80 ألف ريال، ويقول في حديث ل«عكاظ» مهور الزواج في مكةالمكرمة تتراوح بين ال20 و30 ألف ريال، في حين أن بعض الآباء يرفض مهر الزواج ويعيده للزوج مؤكدين حرصهم على أهمية أن يقوم الزوج برعاية بناتهن والإحسان إليهن وعشرتهن بالمعروف، ويشير العمري إلى أن هناك شروطا في عقود الأنكحة واضحة تقرها الشريعة الإسلامية ليكون الزواج صحيحا، ومع ذلك أواجه في بعض الأحيان شروطا غريبة، مثل إصرار فتاة على أن يكتب في عقد قرانها شروطا يجب أن يلتزم بها الزوج، من أبرزها أن يمتنع من إدخال الفضائيات إلى عش الزوجية وأن يقصر ثوبه وأن يطيل لحيته وفي النهاية توصلت معهما إلى تلخيص هذه الشروط، كونه لا يمكن كتابتها بهذه الصيغة في عقد القران بشرط واحد هو أن يكون ملتزما بأحكام الشريعة الإسلامية. ويستطرد مأذون الأنكحة أن زواج السر أصبح منتشرا لخوف بعض الأزواج من علم زوجته الأولى، كما أن زواج المسيار أصبح منحصرا على فئة قليلة، مع العلم بأنه ليست هناك صفة للزواج المسيار في عقود الأنكحة لكننا نتعرف عليه من خلال شروط الاتفاق بين الزوجين من عدم مسؤولية النفقة وغيرها من الشروط التي توضح صفة الزواج، مبينا أن زواج التعدد تضاءل في السنوات الأخيرة بفعل ثقافة المجتمع، وتأثير المسلسلات والأفلام التي تنقل إلينا ثقافة المجتمعات الرافضة للتعدد، كما أن النساء لهن تأثير في منع أزواجهن من الزواج بأخرى بل إن بعض الزوجات تطلب الطلاق فور علمها بارتباط زوجها بأخرى. وشدد الشيخ مبارك العمري على أن المجتمع أصبح أكثر وعيا في ما يتعلق بحقوق الزوج والزوجة، وفي أكثر الحالات نجد أن هناك توافقا كبيرا بين الأسر الراغبة في تزويج أخرى من حيث الاتفاق على المهر والسكن والنفقة، ودور المأذون يقتصر على توثيق الزواج وما تم من اتفاق بين الأطراف، ولم يعد الزوج الوحيد المعني بتأمين المهر، بل إن هناك فتيات يشاركن في مهر الزواج وتأمين السكن والسيارة كمبادرات منهن لدعم الحياة الزوجية ومساعدة الزوج على تكاليف بناء عش الزوجية. إلى ذلك، أشار العمري إلى أن مأذون الأنكحة يعيش أجواء الفرح في حال اتفقت الأطراف وتم الزواج دون متاعب، ويعيش أجواء الكآبة والحزن في حال ظهور خلافات بين الأسر.