لا يعترض أهالي حي العتيبية على قدم حيهم وتصنيفه على أنه ضمن 06 حيا عشوائيا في العاصمة المقدسة، لكنهم يرفضون أن يبقى الحي رهن العشوائية إلى الدرجة التي لا تفيه حقه من الخدمات وفي مقدمتها الشوارع الواسعة، خاصة أن الحركة المرورية في الحي لا يمكن وصفها من شدة الاختناقات، والتي دعت البعض للمطالبة بالتخلص من بعض معالمه المتمثلة في السوق الشهير. وعلى الرغم من أن أكثر من 051 ألف نسمة يعيشون في جنبات هذا الحي، إلا أنهم لم يجدوا أي دعم يرتقي بخدماتهم، خاصة أن الحي قديم ويدخل تحت نطاقه أحياء قديمة أخرى أطلق عليها مسميات مثل «الجزائر، الأندلس، ملقية، الحجون، جبل السيدة، ريع الكحل»، ويحتضن أكبر سوق شعبي في العاصمة المقدسة يضم أضخم الماركات العالمية المتنوعة الأمر الذي تسبب في تعقيد حركة السير ما شكل معاناة بالغة للسكان، حيث يضطر القادم إلى الحي والخارج منه إلى قضاء ساعات طويلة للهروب من عنق الزجاجة والبحث عن مسارات بديلة تخفف من وطأة تلبكات حركة السير. ويشكل الحي أكبر هاجس لمرور العاصمة المقدسة نتيجة لتلبكات حركة السير التي تبدو من الوهلة الأولى للقادم إلى الحي من أي من المحاور الثلاثة والتي تربط الحي بالمناطق المجاورة بدءا بمحور الحجون الذي يربط الحي بمنطقة المعابدة ومحور شارع الجزائر الذي يربط الحي بالطريق الدائري ومحور ريع الكحل والذي يمثل حلقة الوصل بين منطقتي الشهداء والزاهر وحي العتيبية، حيث تتوقف الحركة بمجرد مرورك من هذه المحاور، ويقضي قائدو المركبات أوقاتا طويلة خاصة في أوقات الذروة التي تشهد فيها الأسواق الشعبية كثافة في أعداد المتسوقين. ويتلمس هذه المعاناة كافة سكان الحي ويجمعون على ضرورة إيجاد حلول سريعة لفك الاختناقات المرورية من خلال توسعة المسارات الرئيسية والفرعية وإيجاد مسارات بديلة، وينقسم السكان بين مؤيد ومعارض حول نقل السوق الشعبي خارج الحي كونه يمثل السبب الرئيسي لعسر الحركة المرورية، ولكل منهم رأيه في ذلك، حيث يطالب المؤيدون بضرورة إصدار قرار بنقل الأسواق خارج الحي لإنهاء معاناة السكان بينما يرى البقية أن الأسواق التجارية الشعبية يجب الإبقاء عليها كونها تمثل جزءا لا يتجزأ من تاريخ الحي مطالبين بضرورة ترسية مشاريع لتطوير المسارات وتوسعة المحاور المخصصة لمرور السيارات. ويرى سلطان الحربي وعبدالله الحربي أن أزمة الحركة المرورية في الحي تؤكد إلزامية نقل الأسواق خارج نطاق الحي كونها السبب الرئيسي وراء ما يحدث من اختناقات في حركة السير عطفا على أن هذه الأسواق موزعة بشكل عشوائي وغير منظم وتحتاج إلى إعادة تنظيم. في حين يرى فيصل الجهني أن بقاء الأسواق يحفظ لهذا الحي تاريخ وعبق الماضي إضافة إلى أن الأسواق التجارية تدر دخلا لعدد كبير من سكان الحي، وما يحتاجه الحي يكمن في تنفيذ مشاريع لتوسعة المحاور الرئيسية والفرعية بما يضمن تحقيق مرونة في حركة السير. من جانبه أكد المهندس أنور إلهي رئيس بلدية العتيبية أن الحي يصنف على أنه حي عشوائي من الدرجة الثانية كون جميع المناطق التي تدخل ضمن نطاق الحي يسهل الوصول إليها وهي مناطق مخترقة، مؤكدا أن الأمانة تدرس تطوير 26 حارة داخل الحي لتحسين الطرق الفرعية والرئيسية بما يتواكب مع ما تشهده مكةالمكرمة من مشاريع تطويرية. وأوضح أن البلدية لديها مشاريع لتحسين الحي «حيث رفعنا للأمانة طلبا بترسية مشروع لتوسعة الطريق الرئيسي لحي العتيبية والذي يربطه بمناطق المعابدة من جهة الحجون والشهداء والزاهر من جهة ريع الكحل، كما سيتم توسعة طريق الجزائر الذي يربط الحي بالطريق الدائري، وهناك مشاريع لتحسين الطرق الفرعية» معتبرا أن أزمة الحي تكمن في الاختناقات المرورية التي تشكل قلقا دائما لدي السكان، وستتلاشى هذه المعاناة بعد الانتهاء من تنفيذ هذه المشاريع، وأيضا سيتم تأهيل مدخل جبل السيدة وطريق الأندلس. واستبعد المهندس أنور إلهي نقل السوق الشعبي خارج الحي مبينا أن السوق لا يشكل قلقا والبلدية تكتفي بملاحقة الباعة الجائلين، وهناك مشاريع تطوير الأرصفة والمداخل والساحات وطرق المشاة داخل الحي، وسيبدأ قريبا مشروع لتحسين الواجهة التي تقع أمام مخارج أنفاق المشاة التي تربط العتيبية بمركزية الحرم والتي من شأنها أن تحول العتيبية إلى مركزية جديدة. الحي العشوائي يمثل حي العتيبية أحد أقدم الأحياء في العاصمة المقدسة نشأة، لكنه لا يزال يحافظ على ما يحتضنه من منازل أصبحت قديمة رغم أنها كانت في الزمن الماضي من المباني الحديثة ذات الطراز المتفرد، كون هذا الحي العتيق يعد منظما ويحافظ على توزيع الكتل الإسكانية، لكنه يقع ضمن خارطة 06 حيا عشوائيا تعتزم الأمانة تطويرها بما يتواكب مع ما تشهده مكةالمكرمة من مشاريع تطويرية تستهدف تحويل مكةالمكرمة إلى أجمل مدن العالم وأكثرها تحضرا وتنظيما.