بعد أن هجرها أصحابها لسنوات عديدة، عادت البيوت الطينية القديمة في مدينة عنيزة الى الواجهة لتصبح متاحف ومزارات وضيافات شعبية مجانية، باعتبارها إرثا تاريخيا للمجتمع. وأعيد فتحها بعد إجراء الترميمات اللازمة. وبات لها رواد من منطقة القصيم وخارجها يحرصون على ارتيادها للاستمتاع بالتراث وعبق الماضي التليد. وأشهرها بيوت البسام والصالحي. «عكاظ» لا حظت خلال جولة على هذه البيوت أنها تضم أركانا وأجنحة خاصة بالمقتنيات التراثية التي تجلب من مختلف مناطق المملكة وتناسب البيئة المحلية لعنيزة. ففي بيت البسام الشعبي الملحق حاليا بسوق المسوكف التراثي الذي تقوم بتشغيله إدارة المسؤولية الاجتماعية في مجموعة الزامل ضمن مسؤولياتها لخدمة المجتمع، توجد اضافة الى الضيافة المجانية المفتوحة على فترتين صباحية ومسائية عروض للمناشط والمقتنيات التراثية الرجالية والنسائية. ويرتاده عشرات الآلاف من الزوار كل عام. ويكتسب بيت الحمدان المقام في مزرعة قديمة بمركز وادي الجناح سمعة خاصة في الأوساط الاجتماعية. ويجسد تراث المزارعين من خلال مناشط تناسب جميع فئات المجتمع. وبه مضافة يومية مفتوحة لاستقبال الزوار يوميا طوال ساعات النهار وبعض ساعات الليل. أما بيت الصالحي الذي هو أحدث البيوت الطينية القديمة التي تحولت الى تراثية، فيغلب عليه الطابع الشعبي بعيدا عن الجانب الرسمي. ورغم حداثة افتتاحه فقد اكتسب سمعة كبيرة. وهو مفتوح لعشاق التراث وطلاب المدارس. وينتظر أن تشكل هذه البيوت في المستقبل اضافة ملموسة للجذب السياحي لمنطقة القصيم بصفة عامة ومحافظة عنيزة بصفة خاصة.