(مباركة) مواطنة أنشأت أكبر سوق لكبيرات السن قبل 30 سنة في أشهر أسواق العاصمة المقدسة الشعبية (سوق العتيبية)، حيث تعتبر هذه المسنة أول من عرضت بضاعتها في هذا السوق الذي أصبح من أشهر الأسواق في مكةالمكرمة وأصبح يعرف «بزقاق الحريم» حيث تتجمع فيه 30 سيدة كلهن من كبيرات السن من بعد صلاة العصر حتى دقائق قبل منتصف الليل. وأصبح السوق ينافس أشهر المحلات التجارية التي يعج بها سوق العتيبية الشعبي والذي يحتضن أكثر من 3500 محل تجاري، وباتت النسوة المسنات أشبه بعلامات تجارية لتسويق الملابس والحناء وحلاوة إزالة الشعر والأغطية النسائية والعباءات وعبوات العود المعطر. وينتشرن على طرفي الطريق الضيق حيث تستند البائعات السعوديات جدار مدرسة بنات قديمة كقدم السوق لتعليق بضائعهن ومستفيدات من ظلها لاتقاء حرارة الشمس. لكن السعوديات اللاتي يمارسن البيع وقد تقدم بهن السن يواجهن صعوبات كبيرة في نقل وحفظ وعرض بضائعهن بسبب افتراشهن للأرض وتعرضهن للإجهاد بسبب ساعات الجلوس الطويلة والتي تمتد لأكثر من سبع ساعات متواصلة. وقد طالب عدد منهن بتخصيص أكشاك صغيرة جدارية لممارسة البيع المنظم وتسهيل مزاولتهن للبيع بما يحفظ كرامتهن ويزيل عنهن معاناة تحميل وتنزيل البضائع الذي يتعبهن كثيرا، حيث إنهن يستأجرن عمالة نظافة للقيام بذلك والسبب هو أن الحاجة هي ما تجعلهن يلجأن إلى ذلك لتغطية مصروفات أطفالهن خاصة أنهن من المطلقات أو من الأرامل أو من كبر أزواجهن وأصبحن لايستطعن العمل. فيما طالب مراقبون للسوق بضرورة عقد شراكة بين الضمان الاجتماعي وأمانة العاصمة المقدسة في بناء أكشاك أسوة بما تم عمله لبائعي السواك بجوار المسجد الحرام وسيكون له أثر كبير في رفع عائدات البائعات السعوديات وحفظ كرامتهن ودعم مشاريع الأسر المنتجة. فيما يرى عدد من المستثمرين في السوق منهم عابد الصبحي وخليل الحربي أن سوق العتيبية يتمتع بأزقة تجارية تفيض بالمتسوقات من شأنه خلق فرص استثمارية للتجارة النسائية، بحيث يتم مسح المواقع التي يمكن بناء نقاط بيع غير معطلة لحركة المرور على أن تؤجر بسعر رمزي للبائعات السعوديات وأغلبهن أمهات وجدات يبحثن عن لقمة العيش. وأوضح عضو لجنة حقوق الإنسان بمكةالمكرمة الدكتور محمد السهلي أنه لا أحد يعارض عمل المرأة إذا كان وفق الضوابط الشرعية، مشيرا إلى أنه لابد من المحافظة على كرامة هولاء النساء، مؤيدا مقترح بناء أكشاك لهن يماثل ما تم عمله في منطقة المدينةالمنورة ومنطقة القصيم، وكذلك تماثل ما تم عمله لبائعي السواك بجوار المسجد الحرام، مؤكدا أنه يجب مساعدة هؤلاء السيدات اللاتي جعلتهن الحاجة يفترشن الطرقات بحثا عن لقمة العيش، فنتمنى من الجهات المختصة وخاصة الأمانة والضمان الاجتماعي تخصيص أكشاك لبيع مستلزماتهن حتى لو خصصت إيجارا رمزيا لها. وأضاف أن الجمعية لم تتلق أي شكوى من هؤلاء السيدات ولكنها سوف تطرح هذه الفكرة على المجلس الاستشاري للجمعية لمخاطبة الجهات ذات العلاقة وإيجاد مكان مناسب لهؤلاء السيدات.