نجح مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون في إجراء أول عمليتين لزراعة «جهاز الشبكية التعويضية لفاقدي البصر» على مستوى الشرق الأوسط، السبت الماضي لشاب سعودي عمره 36 عاماً وأمس الأول لسيدة سعودية عمرها 51 عاماً. ويستفيد من هذا الجهاز المرضى الذين يعانون من التهاب الشبكية الصباغي (اعتلال الشبكية الوظيفي). وأوضح الدكتور عبدالإله الطويرقي المدير العام التنفيذي لمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، أن هذا الجهاز يمثل نقلة كبيرة ونوعية في مجال طب وجراحة العيون، مشيرا إلى أن هذه العمليات ستخدم المرضى الذين تنطبق عليهم شروط إجراء العملية من فاقدي البصر، موضحاً أن جهاز الشبكية التعويضية هو جهاز معتمد من قبل المنظمة الاقتصادية الأوروبية، وهو عبارة عن جهاز يتكون من قطع خارجية تشمل النظارات، كاميرا مثبتة في النظارة، وحدة معالجة الصور المرئية والحركية، وسلك توصيل، إضافة إلى شريحة بيانات يتم زراعتها داخل العين، وتقوم الكاميرا بإرسال بيانات مرئية لوحدة معالجة الصور المرئية والحركية وبعد معالجتها يتم إرسالها إلى مركز الاستشعار ومن ثم إلى شريحة البيانات المزروعة داخل العين وبذلك يساعد جهاز الشبكية التعويضية المريض على الإبصار. وذكر أن هذه الزراعة تفيد الأشخاص الذين تبقى لديهم قدرة على إدراك الضوء أو من انعدمت لديهم القدرة على إدراكه، إضافة للمرضى الذين يعانون من فقدان حاد أو شديد للنظر نتيجة الضمور الخارجي للشبكية كما في التهاب الشبكية الصباغي الذي أدى إلى اعتلال الشبكية الوظيفي. وأشار إلى أن جهاز الشبكية التعويضية يساعد على استرداد جزء من البصر ولكنه ليس كالبصر الطبيعي الذي يتمتع به المريض قبل فقدانه النظر. وأضاف أنه من خلال الدراسات الإكلينيكية التي أجريت حول الجهاز أظهرت النتائج تحسنا متواصلاً للمرضى في معرفة الاتجاهات والحركة، ويجب على المريض بعد العملية الحرص على المتابعة الطبية والتي تستغرق مدة 20 جلسة تأهيلية بعد إجراء الجراحة وذلك من أجل ضبط الجهاز من قبل المريض والتدرب على استخدامه بمفرده. وبين أنه تمت إجازة استخدام هذا الجهاز من قبل هيئة الغذاء والدواء، وقد تمت مراجعة ملفات مرضى التهاب الشبكية الصبغي بالمستشفى، وطلب المرضى الذين يمكن أن يستفيدوا من هذه العملية، حيث تم الكشف على عدد منهم وتحديد الأشخاص المناسبين لزراعة جهاز الشبكية التعويضية لفاقدي البصر.