نعيش في زمن الصورة، فكم من صورة هزت العالم وخلقت تعاطفا ودعما دوليا. فالصورة مرآة حقيقية لا يسقط منها حرف ولا يضاف إليها حرف إذا لم يعبث بها!. وذاكرة الصحافة العالمية تحمل عشرات من تلك الصور التي ألهبت مشاعر الناس في كل المعمورة، وقد تكون صورة (رجل الدبابة) أو الثائر المجهول تلك الصورة التي التقطت خلال مظاهرات ساحة تيانانمن في الصين (أكبر ساحة في العالم) في 5 يونيو 1989 تمثل رجلا يحمل في كل يد كيسا ويقف أمام رتل من الدبابات وأخذت كرمز للوقوف الحق أمام البطش العسكري. وتحمل ذاكرة الصحافة صورة الفتاة الأفغانية، وهي صورة لفتاة أفغانية من الباشتون أجبرت على ترك وطنها في أفغانستان أثناء الحرب السوفيتية إلى مخيم لاجئين في باكستان، وقد أثارت الصورة قراء الغرب حتى أن المجلة التي نشرت صورتها استغلت سقوط دولة طالبان وعادت لتبحث عنها بعد 17 عاما. وهناك صورة المصور كيفين كارتر التي عرفت باسم صورة (طفلة المجاعة السودانية)، والتي يقال إن مصورها انتحر بسبب بؤس حالة الجوع التي كانت عليها الطفلة، إذ جاور الطفلة نسر كان ينتظر موت الطفلة لكي ينقض عليها. وكما كانت لصورة الفرد الواحد أثر دولي، أيضا كانت للصور الجماعية نفس الأثر، كما حدث إزاء صور سجن أبو غريب، وصور سجناء جونتانامو وصور مذبحة صبرا وشاتيلا وقانا.. عشرات الصور نشرت، فأيقظت الضمير الإنساني، فتنادى العالم لنصرة المظلومين. ومع دخول الصورة المتحركة مجال الحدث الآني والوقتي من خلال مراسلي القنوات الفضائية، كانت لقطة مقتل محمد الدرة على أيدي جيش العدو الصهيوني القنبلة التي أعادت حقوق الشعب الفلسطيني إلى أذهان العالم.. وتوالت الصور، ومع ظهور الجوال أصبحت الصورة تتنقل من أقصى الأرض إلى أقصاها في لحظات ومن أشخاص عاديين، ونذكر أن كاميرات الجوال حملت لنا شنق صدام حسين ومقتل معمر القذافي.. لقد غدا الجوال العين التي يرى بها العالم، فتخلق اللقطة حالات التعاطف والانفعال والمساندة والتأيد والتنديد، إلا أن أغرب لقطة شاهدها العالم وفار الدم في العروق لمشاهدتها اللقطة التي عرفت ب(مسحول الاتحادية)، حين تعرض أحد المتظاهرين المصريين للسحل والإهانة من رجال الأمن المركزي المصري، إذ ظهر المسحول أمام الشاشات المصرية في اليوم التالي مصرحا أن رجال الأمن لم يسحلوه بل كانوا يساعدونه!! في أحيان كثيرة تصدق الصورة لكن الخوف يكون حائلا ومزيلا للحقيقة. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة