«المصور هو الدليل» بهذه العبارة أوجز الزميل المصور الصحافي فيصل الناصر أهمية الدور الذي يقوم به المصور في توثيق عمل المحرر في أي صحيفة محلية كانت أو دولية،مشيراً إلى أن أهم العقبات التي تواجههم في عملهم هي «عدم قدرة المصور على التحرك بحرية، بخاصة في المناسبات الرسمية، فهو مقيد بزاوية ضيقة يقف فيها ما لا يقل عن 50 مصوراً من مختلف الوسائل، وبالتالي تكون زاوية التقاط الصور واحدة، ما يوحي للقارئ أن صاحب اللقطة هو مصور واحد فقط، والحقيقة عكس ذلك تماماً» مطالباً «بأن يكون للمصور الحق في اتخاذ الزاوية المناسبة للضيف، والتحرك بحرية من دون قيود مسبقة»، مؤكداً أن «المصور لديه من الوعي والثقافة، ما يؤهله لتجاوز أي أخطاء قد تسيء إليه أمام الضيف أو المسؤول»، مشيراً إلى أن «المصور هو الجندي المجهول في أي صحيفة، ومطالبه دائماً محروقة، ولا يجد أي اهتمام في الغالب بما يقدمه من إبداع»، موضحاً أن «هيئة الصحافيين السعوديين لا تهتم بنا، ولا يتم تكريمنا، وكل اهتمامهم بالمحررين فقط، وقد طالبنا أحد المسؤولين بها بالالتفات إلى أوضاعنا، فكان رده الغريب: «سندرس أوضاعكم العام المقبل». رئيس قسم التصوير في وكالة «رويترز» بالسعودية فهد شديد قال: «المصور الصحافي ينقل الخبر بالصورة، ولا تكتمل قوة هذا الخبر بدون الصورة، فالمصور هو قناص الصحيفة وفاكهتها، لكن للأسف الصحافة المحلية تتجاوزنا، ولا تقدر إبداعنا وجهدنا». موضحاً أن «آلية العمل في وسيلة أجنبية، تختلف تماماً عن الوسيلة المحلية، ففي الأولى يكون للمصور مطلق الحرية في اختيار نوع الكاميرا والعدسة، مهما كانت قيمتها المالية، وأنا على سبيل المثال لدي معدات تصوير بقيمة 150 ألف ريال، في حين الصحف المحلية هي التي تشتري الكاميرات لمصوريها، وأحياناً لا تزيد قيمتها على 5 آلاف ريال». منوهاً بأن «الصحافة المحلية بعضها يهتم بالكم وليس بالكيف، فمسؤولو التحرير بها يطالبون المصورين بعشرات اللقطات لاختيار واحدة، في حين أن الصحافة الأجنبية تكتفي بلقطة واحدة أو اثنتين على أقصى تقدير». وحول لقطته التي فازت ضمن «أفضل عشر صور على مستوى العالم في 2010»، قال شديد: «هذه اللقطة كانت لعسكري سعودي يلتهم حية، وقد وصلتني ردود فعل عالمية عليها، وهو ما يؤكد أن المصور السعودي إذا ما أتيحت له المساحة الكافية ومنح الثقة سيكون إبداعه عالمياً وليس محلياً فقط»، مشيراً إلى أن مصوراً صحافياً يابانياً أخبره أنهم لا يشترون الكاميرات، لأن عالم التصوير – بحسب قوله – دائم التطور لذلك» يستأجرون الكاميرات من الشركات، حتى يمكنهم ملاحقة كل تطور، ومسؤولية الشركة تدريبهم عليها»، مطالباً المؤسسات الصحافية بالالتفات إلى «ضرورة تعديل وضع المصورين، وزرع الثقة في قدراتهم إن كانوا يبحثون عن التميز»، محذراً من أن «كثيراً من الصحافيين المميزين إذا ما استمر الوضع على ما هو عليه، سينتقلون للعمل مع الوسائل الأجنبية وليست المحلية».