تتعدد بضاعات وأنواع البساطات السعوديات وتتنوع الجودة، ولكن تشترك معاناتهن جميعا، وهن يبسطن بضاعتهن تحت أشعة الشمس الحارقة أو تحت زمهرير البرد القارس، بالإضافة للمضايقات التي يتعرضن لها من قبل الوافدين ومشاركتهن في نفس المنطقة وبيع نفس البضاعة، ولكن يستطيع البائع أن يصرخ وينادي حتى يسمعه المارة ويأتون لرؤية بضاعته، ويختلف ذلك تماما عن أسلوب البساطة السعودية التي لا يمكنها فعل ذلك، فقط تكتفي بالجلوس وعرض بضاعتها والتحاور مع الزبائن لكسب قوت يومها. وهنا وسط زحمة البائعين والمحلات التجارية، تعرض صفية بضاعتها وتقول «اتجهت لبيع سجادات الصلاة بالقرب من ساحة المسجد النبوي الشريف للحجاج والزائرين، بأسعار أستخرج منها قوت يومي لأطفالي ال5 حيث أبيع السجادة الكبيرة بعشرة ريالات، والصغيرة ب5 ريالات وأكسب في بيع الواحدة ريالا أو ريالين فقط». أما خديجة بساطة تبيع سجادات الصلاة عند الحرم النبوي الشريف تقول «لا أستطيع أن أفتح محلا أو حتى كشكا أبيع فيه السجادات وشراشف الصلاة، فزوجي لا يعمل وأطفالي جميعم صغار ولا أريدهم أن يتعلموا التسول أو السرقة وأحاول جاهدة أن أبيع سجادات وشراشرف الصلاة حتى أعطيهم ما أقدر عليه وما يلبي احتياجاتهم من طعام وشراب وملابس للشتاء». ومن جانبها، تقول أم وليد «أنا لم أتعلم الحياكة ولا أي مهنة لأمارسها لكسب قوت أبنائي، ولم أدخل لمدارس لأتعلم فيها وأحمل شهادة أستطيع العمل بها، لذلك أشتري السجادات بسعر الجملة وأبيعها حتى أصرف على أبنائي، وما يضايقني في مهنتي هذه هي مشاركة الوافدين لنا في كسب رزقنا، فهم يبسطون بالقرب منا وأيضا يبيعون نفس بضاعتنا ولكن بأسلوبهم المختلف لجذب الزوار».