على الرغم من أن أحياء العاصمة المقدسة بدأت منذ شهور عديدة في استبدال ثوبها القديم بآخر جديد يواكب حجم التطلعات، إلا أن حي الملاوي بات بعيدا عن المشاريع التنموية منذ ربع قرن، لتتحول شوارعه إلى أخاديد وحفر مما أدى إلى تلف مركباتهم، ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد بل بلغ بأن العمالة السائبة تهيم بين مداخلها، الأمر الذي جعل الأهالي يتذمرون مما يواجهونه من وعود المسؤولين التي لم تر النور إلى وقتنا الحالي، رغم أن الحي لا يبعد عن مقر أمانة العاصمة المقدسة سوى كيلو مترات معدودات. وتساءل الأهالي إلى متى سيبقى حي الملاوي ينزف من غياب المشاريع، وهل بات مستحيلا وصعب إدراج مشاريع الإسفلت والإنارة. وقال ماهر القرشي: حي الملاوي ما زال شامخا كما كان ولم يتغير رغم التطورات التي تشهدها العاصمة المقدسة، فإذا أردت الذهاب إلى حي الملاوي بأوقات الذروة تحتاج إلى ساعات حتى تصل إلى المكان الذي تريده، مشيرا إلى أن مدخله لا يزيد عرضها على 10 أمتار من الجهة الغربية، فتجدها في تلك الأوقات تعج بالزحام بسبب المدارس التي وضعت في مدخله، ولم يقتصر الأمر إلى هذا الحد بل امتد إلى احتضان الحي إلى عمالة وافدة من جميع الجنسيات، مما سبب في نفوس الأهالي الخوف والقلق مما يسمعون من الجرائم التي ترتكبها تلك العمالة. وأضاف القرشي «الحال كما هي عندما تتجه إلى المدخل الشرقي من جهة حي الروضة، فإن المعاناة تتفاقم والزحام يشتد لضيق المدخل». وطالب خالد الصواط الجهات المختصة بالقيام بأدوارها، مشيرا إلى أن شوارع الملاوي أصبحت شبه عديمة مما تحولت إلى مستنقعات وحفر وأخاديد، ولم يقتصر الأمر إلى هنا بل امتد إلى تكدس النفايات التي أصبحت بالأسابيع رفعها مما شكلت خطرا كبيرا على أهالي الحي وأصبحت مصدرا لانتشار البعوض والقوارض والحشرات الضارة. وأشار الصواط إلى أن الحي تفاقمت معاناته لدرجة أنه يفتقد إلى ممشى وكذلك ملاعب مزروعة، رغم أن الملاوي من أقدم الأحياء بالعاصمة المقدسة، والمستغرب قد تجد تلك المشاريع في أحياء حديثة. وأكد صالح المطرفي ومحمد التركستاني أن حي الملاوي صامد منذ ربع قرن، مشيرين إلى أن المشاريع مرت عليه مرور الكرام دون النظر إلى مطالب الأهالي، مضيفين أن اغلب الأهالي شدوا رحالهم إلى أحياء أخرى للبحث عن الخدمات، رغم أن تكلفة تشييد منازلهم وصلت إلى آلاف الريالات. وبين عاطف العتيبي أن غياب المشاريع التنموية والخدمات الأساسية أدرجت حي الملاوي ضمن الأحياء العشوائية، أضف إلى ذلك وعود المسؤولين التي لم تر النور. برامج مجدولة «عكاظ» اتصلت على احد المسؤولين بأمانة العاصمة المقدسة، ونقلت له معاناة أهالي الحي، فقال: «هناك برامج مجدولة في أمانة العاصمة المقدسة وفق الأولوية»، مشيرا إلى أن الإنارة والرصف والسفلتة في حي الملاوي مدرجة ضمن هذا البرنامج، لافتا إلى جولات ميدانية لمتابعة أعمال النظافة من قبل المراقبين الميدانيين، مضيفا: «إذا كان يوجد نقص في الحاويات أو غيرها فعلى الأهالي الاتصال على عمليات الأمانة 940 لتبليغهم بالنقص».