غسل وتطهير الأيدي داخل المنشآت الصحية من الأمور التي أثبتت جدواها علميا في خفض معدل انتشار الميكروبات المختلفة، ومع هذه الدراسات ظهرت منتجات مختلفة لشركات بعضها معروف عالميا وذو باع في الأمور المتعلقة بالصحة وبعضها لم يظهر إلا مع ظهور ثورة غسل وتطهير الأيدي. وحيث إن هذه الحملات توسعت لتشمل المنتجات المختلفة (سواء في شكل سائل أو جل أو رغوة) والتي تطهر الأيدي دون استخدام الماء لوحظ في الفترة الأخيرة الكثير من الخلط والاستخفاف بالناس من حيث قدرة تلك المنتجات على قتل جميع الميكروبات، وذلك فيما نراه على علب بعض تلك المنتجات وهي كلمة معقم للأيدي ومعنى كلمة تعقيم هو إزالة أي مصدر للحياة وذلك لا يمكن الوصول إليه بتلك المنتجات المذكورة والذي يجب معرفته أنه لا يمكن تعقيم الأيدي بأي شكل من الأشكال إلا في حالة وضع الشخص يده داخل جهاز الاوتكلاف (المعقم تحت الضغط) في درجة حرارة عالية تزيد عن المائة والعشرين درجة مئوية وهذا بالطبع مستحيل. والصحيح أن هذه المنتجات هي مطهرة فقط للأيدي والتطهير هي إزالة معظم الميكروبات الموجودة على الأيدي بنسبة كبيرة جدا مع بقاء القليل منها بحيث لا تكون لها المقدرة على إحداث العدوى، بينما لا يستطيع أي مطهر من المنتجات المذكورة التخلص من أي ميكروب قادر على التحوصل أو العمل بفعالية حين وجود تلوث ظاهر على اليد كبقايا لعاب حيوان أو إفرازاته خاصة مع الأطفال، وبعد اللعب مع الحيوانات. وأخيرا .. لا يوجد مركب قادر على قتل جميع أنواع الميكروبات في ظرف عشر ثوان أولا لأن تأثير أي مطهر خاصة متى ما كانت المادة الفعالة فيه هي الكحول لا تقل عن عشرين ثانية بأي شكل من الأشكال خاصة متى ما كان التلوث كبيرا، إضافة إلى أن الميكروبات تشمل الفيروسات و البكتريا و الفطريات والطفيليات وكل مجموعة منها تتأثر بشكل مختلف وقد تحتاج وقتا مختلفا، لذا وجب علينا نحن المتخصصين توجيه الناس غير العاملين في الوسط الطبي إلى تلك الحقائق والتي تستغلها بعض الشركات للأسف لتوزيع منتجات وكأنها منتجات نووية قادرة على إبادة كل شيء، وهذا بعيد كل البعد على الحقيقة العلمية. (*) استشاري مكافحة العدوى ووبائيات المستشفيات في صحة جدة.