عالم الأحلام عالم خفي ربما يؤرق الكثيرين منا خصوصا الآباء والأمهات، عندما يلاحظون التغيرات التي ترافق سلوكيات النوم لدى أبنائهم أو بناتهم، وفي مقدمتها مسألة الفزع الليلي لدى الأطفال الذي عادة ما يكون لدى الأطفال الرضع حديثي الولادة وما يسمى بالعامية (التفزز) أثناء النوم وهي من الأمور الشائعة. وأحد الأسباب الرئيسية لحدوث ذلك لدى الأطفال بعد الطفل عن والدته أثناء النوم وإحساسه بفقده لرائحتها وملمسها وصوتها الذي ألفه فترة حضانتها له. ويمكن علاج هذه المشكلة بعودة الأم لوليدها واحتضانه أو وضع شيء فيه رائحتها بقربه إن كان هناك ما يستدعي ذلك، وهنا احذر من ترك الطفل الوليد في رعاية العاملة المنزلية، فذلك يتسبب في عواقب وخيمة في المستقبل أبسطها عقوق الوالدين لما لبعضها من تأثير سلبي على الطفل وعلى سلوكياته في مراحل تكوينه النفسي. وهناك ما يسمى بظاهرة الكوابيس، وهذا النوع ينقسم لثلاثة أقسام؛ أولها صحي وهو الإفراط في تناول وجبة العشاء إلى حد التخمة، ما ينتج عنه الكتمة وضيق النفس وأحيانا الاختناق أثناء النوم، فيضطر النائم إلى الاستيقاظ بشكل مفزع، وعلاج هذه المشكلة تكمن في اتباع سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام في آداب الطعام ومنها الأكل والشرب على قدر الحاجة فقط دون إفراط. كذلك الضغوط النفسية التي يمر بها الإنسان في حياته اليومية كيفما كانت، إذ يبدأ العقل الباطن بترجمتها على شكل أحلام تلاحقه أثناء النوم، خصوصا أولئك الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من التشاؤم وسوء الظن، وهم في هذه الحالة لا يرون سوى أسوأ ما يخافونه في الواقع، والعلاج يكمن أيضا في الأثر الشريف «أنا عند حسن ظن عبدي بي»، و«تفاءلوا بالخير تجدوه»، وحسن التوكل على الله هو المقصد.. ثم هناك أيضا ما نسميه ب (الجاثوم) وسمي بذلك لما يشعر به الإنسان أثناء نومه من أن هناك شيئا يجثم؛ أي ينزل على صدره ويوقظه من نومه ويمنعه من الحركة، رغم أنه يرى ويسمع من حوله وهم لا يشعرون به، وغالبا ما يصيب هذا الحال من هم بعيدون عن الله وقليلو الوضوء الذين ينامون على معصية أو جنابة، وعلاج هذا الأمر في ترك المعاصي والعودة إلى الله واتباع سنة المصطفى عليه الصلاة والسلام في آداب النوم من الطهارة وقراءة الأذكار، خصوصا آية الكرسي التي تقرأ ثلاث مرات بين الكفين ويمسح بهما الجسد كاملا، فلا يزال من الله عليه حافظ حتى يصبح.