عرف على مر العصور ما يعرف باسم الجاثوم بغض النظر عن اختلاف الأسماء، لدى بعض الشعوب بحسب معتقداتها، كما اختلف أيضا في ماهية الجاثوم وكيفية حدوثه، حيث يرى بعض انه كوابيس، أو شيطان يتسلط على الشخص في أثناء نومه، ليجثم على صدره بثقل شديد يعيق حركته، بحيث يتنفس بصعوبة ولا يستطيع الحركة ولا الكلام، حتى ولو كان يريد الاستنجاد بشخص قريب منه، ويكون مصحوباً بهلاوس سمعية وبصرية وشعورية مرعبة، وتنتهي هذه النوبة بعد ثوان، وربما دقائق، ويرى بعض علماء الغرب، ومنهم فرويد انه يعبر عن شهوات مكبوتة، كما يرى العالم يونغ أن (الكوابيس تؤدي وظيفة تعويضية، فإذا اتخذ الناس موقفا شديد السطحية، أو أبدوا قدرا كبيرا من عدم الأكتراث في موقف واقعي، عندها يمكن للحلم أن يعزز الموقف، ويعوض عن حالة اليقظة تلك بطريقة تنتج الكابوس، كما يرى البعض بالمنظور الشرعي أن الجاثوم هو مس مؤقت من الجان، يصاب به الشخص. ويعزو علماء الدين هذا المس إلى التقصير في الصلاة، أو الأذكار اليومية، كما عرف عند البادية انه شيطان، ولا ينزاح عن الشخص النائم حتى يكون هناك شخص آخر في نفس المكان، ويطلب منه أن يتركه. والجدير بالذكر أن النوم يمر بخمس مراحل، ويحدث شلل النوم (الجاثوم) في المرحلة الرابعة التي يكون فيها النوم عميقاً حيث تكون حركة العين سريعة، ومن المعروف أن الأحلام تحدث في هذه المرحلة وتبدأ بعد 90 دقيقة من بداية النوم، أي: في الثلث الأخير قبل الاستيقاظ، ويكون هناك ارتخاء تام لعضلات الجسم، ماعدا عضلة الحجاب الحاجز، وعضلات العينين، مما تحافظ هذه الآلية على ثبات الشخص في سريره، في أثناء النوم حتى ولو حلم انه يطير أو يركض. وعند حدوث نوبة الجاثوم يكون الشخص انتقل من هذه المرحلة، ليكون المخ في استيقاظ من نوم ال REM، ولكن العضلات في حالة شلل تام وارتخاء يشعر الشخص بعدم القدرة على الحركة، حيث يدخل عنصر الهلوسة، فيرى أموراً خيالية بعيدة عن الواقع، ما يزيد التوتر والخوف وتختفي الأعراض مع مرور الوقت، أو عندما يلامس أحد المريض، أو عند حدوث ضجيج، وحقاً هذا الشعور مرعب بحد ذاته، لكونك تكون في حالة الوعي ولكن لا تستطيع الحركة، ولا الكلام، ومن المعروف أن هذا خلافاً للطبيعي؛ لكون المخ في وعي تام، والجسد في شلل تام، وللتخلص من هذا الشعور ينصح الأطباء بتحريك العينين والوجه من جهة لأخرى؛ لتسريع انتهاء الأعراض. ولا نغفل عن أسباب شلل النوم، أو ما يعرف بالجاثوم، وهو عدم أخذ الشخص القسط الكافي من النوم، ومن أسبابه التغير المفاجئ في نمط الحياة، والإصابة بمرض نفسي، أو التوقف عن تناول دواء نفسي، الحرمان الطويل من النوم، أو عدم انتظامه، التوتر والقلق والنوم مستلقيا على الظهر. ولتفادي حدوث هذه النوبة ينصح الأطباء بتنظيم أوقات النوم، والابتعاد عن الأمور التي تسبب القلق والتوتر والنوم على احد الجنبين، والنوم لساعات كافية، وممارسة الرياضة. أتمنى أنني نقلت معلومة قيمة عن الجاثوم؛ لتبصير الناس بعيداً عن خزعبلات العامة. * الأخصائية النفسية