تؤكد مصادر غربية أن سلسلة من الاجتماعات ستعقد في الأيام المقبلة لتخرج بعد ذلك بلقاء الرئيسين الأمريكي أوباما والروسي بوتين لوضع مبادئ حل للأزمة السورية وذلك في شهر فبراير المقبل. مما يطرح تساؤلا حول ما يمكن أن تقدمه هكذا قمة لصياغة حل لمأساة الشعب السوري المستمرة. إعداد: بارعة فارس (بيروت) القمة الأمريكية الروسية.. ومعادلة «كفى» .. ماذا يمكن لقمة روسية أمريكية أن تفعله بالنسبة للشعب السوري في المعاناة التي يعيشها منذ سنتين بفعل إصرار نيل حريته وصون كرامته بوجه آلة قتل لا ترحم؟!. التحليل: الأزمة السورية تقوم على طرفين، الأول هو الشعب الذي أطلق ثورته السلمية والثاني هو النظام الذي رد على الثورة السلمية بالحديد والنار والقتل والدمار، ثورة تخاذل العالم منذ اللحظة الأولى وما زال من أجل نصرتها ودعمها وتأمين أدنى الشروط لمساعدتها كما حصل ويحصل مع كل الأزمات والثورات في العالم. بالمقابل فإن النظام تلقى وما زال كل أنواع الدعم من أصدقائه وحلفائه مادياً وعسكرياً ودبلوماسياً بخاصة من روسيا وإيران والصين وغيرهم.! على ضوء كل ذلك فإن القمة الأمريكية الروسية المرتقبة لن تحقق شيئاً طالما هذه المعادلة قائمة وأي رجاء بأحداث مخرج لا يكون إلا عبر تغيير هذه الوقائع أي قرار دولي يدعم الشعب السوري في ثورته وقرار روسيا يوقف دعم نظام فقد شرعيته بعدما قتل شعبه. إن الإدارتين الأمريكية والروسية تدركان أن النظام السوري فقد كل إمكانية بالبقاء في أي صيغة سياسية للحل وأن رحيل هذا النظام لم يعد وجهة نظر بل قدر لا مفر منه، هكذا قال جون كيري وهكذا لمح ديمتري مديديف، وبالتالي فإن القمة الأمريكية الروسية المرتقبة كي تحقق نجاحا ما عليها ألا أن تكسر المعادلة الدولية في التعاطي مع الأزمة السورية السائدة منذ عامين واعتماد معادلة عنوانها «كفى» كفى تخاذلا، كفى قتلا، كفى تشريداً كفى وحشية، فلتتوقف المؤامرة وليقرر الشعب السوري مصيره. والمطلوب من أوباما الضغط علي بوتين لإقناع الأسد بالتنحي فورا وإنهاء الأزمة السورية بدون مزيد من إراقة الدماء.