على الرغم من أن جامعة الطائف تعد للأهالي الجسر الذي ينقذ أبناءهم من الغربة بعيدا عن المحافظة طلبا للعلم، إلا أن واقع التخصصات المحدودة في الجامعة، جعلت أهالي الخرمة يطالبون بالمزيد من التوسع في تخصصات الفرع بمدينتهم، مرددين مقولة «التخصصات لا تكفي»، داعين إلى فحص التخصصات المتوفرة حاليا التي لا تناسب تطلعات الطلاب ولا تواكب آمال الطالبات. ووفرت الجامعة في فرعها بالخرمة عددا من الأقسام العلمية والأدبية مثل الرياضيات والكيمياء والفيزياء والتقنية الحيوية واللغة العربية والدراسات الإسلامية، فضلا عن كلية المجتمع، إلا أن أهالي الخرمة دعوا المختصين في الجامعة إلى (مبدأ المساواة)، فالتخصصات التي تتوفر في الطائف يجب أن يتوفر مثيلها في الخرمة، خاصة أن التخصصات الحالية حسب تأكيدات ذعاء عبيد السبيعي لا تناسب أي طموحات ولا سوق العمل الذي يتطلع له الشباب والشابات: «يجب النظر إلى تلك التخصصات المحدودة ومراعاة زيادتها وفتح تخصصات جديدة لا تقل عن التخصصات في الجامعة الأم، خاصة أنه لا يوجد عائق في تنفيذ ذلك الأمر، في ظل ما يقر من ميزانيات هائلة يأخذ التعليم فيها نصيب الأسد». وفيما لم يتسن الحصول على تعليق من المتحدث الإعلامي لجامعة الطائف عبدالرحمن الطلحي، لعدم تجاوبه مع المكالمات المتكررة، لا يعتقد سلطان محسن الشريف أن جامعة الطائف عاجزة بإمكانياتها على تدعيم فرعها بالخرمة بعدد من التخصصات التي يحتاجها سوق العمل كتخصصات التربية الخاصة والهندسة والحاسب الآلي، والتي لا وجود لها في خارطة التخصصات الموجودة بالمحافظة، خاصة أن هناك ما يزيد على 1500 طالب وطالبة يتخرجون سنويا من الشهادة الثانوية ويصابون بالإحباط في ظل التخصصات المتوفرة والتي لا تمثل قناعاتهم ولا تحقق لهم أملا في مستقبل يخدمون به الوطن». ويوضح عبيد عبدالله الدوسري معاناة شقيقته التي تدرس التربية الخاصة في الطائف من التنقل يوميا إلى الجامعة في الطائف: «وهناك الكثيرات من طالبات الخرمة يعانين من مثل هذا الأمر، ولا حل إلا بتوفير تخصصاتهن بجوار أسرهن، خاصة في ظل مخاطر الطريق». ويشرح الطلاب ومنهم نايف صالح، عبدالله متعب، مترك محمد، صدمتهم ومعاناتهم بعدما: «أجبرتنا الجامعة على اختيار تخصصات في فرع الخرمة لا تتوافق مع إمكانيات أو طموحات أي منا، ولم يكن من حل سوى الانصياع للأمر الواقع ليتسنى لنا البقاء وسط أسرنا». التكدس واضح تتقاسم الطالبات الجازي العتيبي، نوير السبيعي وشريفة عبدالله نفس المعاناة: «فالتكدس واضح في التخصصات المتوفرة في فرع الخرمة، وكلها تخصصات هامشية، ويجب الالتفات للأمر بعين الحفاظ على المستقبل».