بين غمضة عين وانتباهتها حولت زخات الأمطار الغزيرة التي استمر هطولها لليوم الثالث في تبوك شوارع المدينة إلى سيول عارمة ما استدعى إخلاء عشرات المنازل من سكانها، فيما أسفرت جهود الدفاع المدني في إجلاء 2500 مواطن من منازلهم المتضررة، كما حاصرت السيول العارمة أمس 919 وحدة سكنية جديدة أنشأتها وزارة الإسكان مؤخراً في تبوك، إذ ثبت وقوعها على مجرى أحد الأودية. «عكاظ» وقفت أمس على مشروع الإسكان ورصدت كميات كبيرة من المياه تحاصر تلك المساكن، وسط استغراب عدد كبير من الأهالي من سوء اختيار الموقع على طريق عمان مشيرين إلى أن عددا من الأودية تصب في موقع الإسكان. وتساءل كل من علي البلوي، حماد العطوي عن أسباب بناء وحدات جديدة في هذا الموقع دون معرفة ما إذا كان يقع في مجرى السيل داعين إلى محاسبة من اعتمد الموقع. وكانت الأمطار الغزيرة تسببت في جرف الطرق وقطعها، فيما خمدت الحركة على أسفلت الطريق الدولي بين تبوك ومحافظات حقل، فضلا عن قطع الطريق بين ضباءوتبوك، وكشفت إحصائيات الحوادث عن غرق طفل في وادي الجديد ووفاة شابين في تيماء أثناء تنزههما. كما احتجزت السيول 98 مواطنا في وادي البقار على بعد 15 كيلو مترا من تبوك، وفي هذه الأثناء أصدرت غرفة العمليات المشتركة تعليماتها لسكان حي الأثيلي وسكان بعض أحياء العسكرية بضرورة مغادرة المنازل بعد جريان وادي الأثيلي ووادي ضبعان ووادي البقار ووادي أبو نشيفة التي تحيط بتبوك وتخترق أحياءها، من جهتها مددت جامعة تبوك وإدارة التربية والتعليم وجامعة فهد بن سلطان بالمنطقة تعليقها للدراسة وحتى نهاية الأسبوع الجاري بعد أن طمرت مياه الامطار معظم الطرق المؤدية للمدارس والجامعات. وفي سياق متصل أجلت الإدارة العامة للدفاع المدني أمس نحو 1000 شخص في الأحياء الجنوبية بتبوك إلى شقق مفروشة وقصور أفراح بعد أن دهمت وادي الإثيلي ووادي ضبعان ووادي البقار السيول وأغرقت عشرات المنازل. وبين ل «عكاظ» المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني المقدم ممدوح العنزي أنه تم تأمين السكن لتك العائلات في شقق مفروشة وقصور الأفراح وتم تأمين المواد الغذائية لهم من قبل وزارة المالية. وأبان العنزي، أن الطيران العمودي بقاعدة الملك فيصل الجوية أنقذ أمس الأول 14 شخصا كانوا عالقين على طريق ضباء البديعة. وأضاف، أن طائرة عمودية تابعة لوزارة الداخلية أنقذت مساء أمس 23 شخصا احتجزوا في حي دمج. من جهته أكد العقيد العنزي أنه وصلت يوم أمس قوة مساندة من الطوارئ الخاصة التابعة لمنطقة عسير كذلك قوة من إدارة الدفاع المدني في منطقة الرياض لمساندة زملائهم في منطقة تبوك. من جانب آخر واصلت الفرق الميدانية لأمانة المنطقة عملها في سحب تراكمات المياه التي خلفتها الأمطار وتسببت في عرقلة حركة السير، وأكد أمين منطقة تبوك المهندس محمد عبدالهادي العمري أن جميع الفرق الميدانية التابعة لأمانة المنطقة متواجدة في الميادين والشوارع التي غطتها مياه الأمطار. ودعا عدد من المواطنين إدارة مرور تبوك إلى تعطيل نظام الرصد الآلي ساهر، حيث تسبب بعرقلة السير وسط تخوف الناس والوقوف حول الإشارة الضوئية حتى لا تسجل عليهم مخالفات مالية، ما أدى إلى حالة من الهلع بين المواطنين. وفي الجانب الآخر استمتع عدد من الشباب والأطفال بتوثيق لقطات من هطول الأمطار والمناظر التي وصفوها بالجميلة بمختلف أشكالها، والتي سيطر الاحتجاز على أغلب لقطاتها التوثيقية. وذكر الطفل تركي الأحمدي أنه سعيد بالتصوير وسيرسلها لأبناء عمومته بالشرقية عبر البلاك بيري فيما حرص محمد الثنيان على نشرها بصفحته على الفيس بوك. فيما استغل عدد من المعلمين خبر تعليق الدراسة لمدة يومين بالسفر إلى مناطقهم.