تحولت مطالبة أهالي حي سيد الشهداء، بجسر مشاه يربط بين جهتي الطريق الدائري لعبور الطلاب إلى مدرستهم الابتدائية الوحيدة في الحي، إلى بركة مياه راكدة، لا يجرؤ أحد على تحريكها، بعدما مر على المطالبة بهذا الحلم أكثر من 12 عاما. فمدرسة حمزة بن عبدالمطلب هي الابتدائية الوحيدة للحي يدرس بها نحو 400 طالب، لكنها تقع في الجهة الأخرى للحي السكني المأهول بأكثر من 16 ألف نسمة، ولأن الطريق الدائري يفصل الجهتين، يضطر الطلاب للاجتهادات الشخصية في عبور الطريق، الأمر الذي يعرضهم للخطر، ويجعل أياديهم على قلوبهم يوميا خشية حدوث مكروه لفلذات الأكباد. والغريب في الأمر أن الكل على علم بالمشكلة إلى الدرجة التي أكد فيها رئيس المجلس البلدي بمنطقة المدينةالمنورة الدكتور صلاح الردادي أن المجلس أوصى في إحدى جلساته العام الماضي 1433ه بإنشاء جسر للمشاه يربط بين المدرسة والحي. كما أعلن العقيد عمر النزاوي المتحدث الرسمي لمرور منطقة المدينةالمنورة، أن الميدان والمدرسة محل اهتمام المرور، حيث يتم إرسال دورية يوميا مع الصباح والظهيرة، للوقوف في الموقع، ولتنظيم عملية انتقال الطلاب من وإلى مدرستهم، ويتم ضبط السيارات المسرعة وتسجيل المخالفات تجاهها. لكن سعد سعيد الرحيلي من سكان الحي القدامى، ويدرس ابنه في المدرسة يرى أن الحلول بهذه الطريقة لا تفيد ولا تقي أبنائهم مخاطر عبور الطريق يوميا وصولا للمدرسة وقدوما للمنازل فلا يهدأ بالنا إلا برؤية الصغار في المنازل، بعدما تحول الطريق الدائري من نعمة لسكان الحي إلى نقمة في ظل ارتياده يوميا من قبل الطلاب وهم صغار، غالبيتهم لا يقدر على تقدير الأمور الصحيحة في عملية عبور الطريق، لذا كثير من الطلاب يتعرضون لحالات دهس، مقترحا وضع علامات إرشادية على الأقل لإخطار السائقين بوجود مدرسة، وتوفير مطبات صناعية في شوارع المنطقة الصناعية القريبة من المدرسة لتخفيف حدة السرعة على الطريق، خاصة أن هناك الكثير من المتهورين الذين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية تهدد حياة الصغار. ويرى محمد عباس العمري أن الجسر أصبح ضرورة قصوى ليتخلص الطلاب وأسرهم من الهم اليومي، خاصة أن المدرسة هي الوحيدة في الحي ولا مفر منها بالانتقال إلى مدرسة أخرى. ويشير عايد محمد عجيان، إلى أنه يضطر يوميا لتوصيل ابنه للمدرسة بقطع الطريق والأمر لا يعد كونه مخاطرة يومية للصغار والكبار، ولا حل لها سوى بالجسر، «فليريحونا ويستريحوا».