ما أن تأتي الإجازة المعتادة حتى تستعد كل أسرة في عسير أو أبها تحديدا لحزم أمتعتها، هربا من فصل الشتاء، على أمل الوصول إلى ضفة أخرى أكثر دفئا، لكن الوصول إلى الحلم والأمل، بات أشبه لمن يطلق عليهم «كالمستجير بالرمضاء من النار»، إذ يقع ما هو بعيد عن الحسبان، والمتمثل في حوادث مرورية قاتلة تنزف فيها الدماء على قارعة الطرق. على الرغم من الوعود بإصلاح القشة التي تقصم ظهور السيارات العابرة، والتي تعد الرابط الوحيد بين منطقتي عسير للمناطق الأخرى، وهي عقبة ضلع، إلا أن سرعة بعض الطائشين وزيادة عدد المغادرين، ولدت ضغطا يتسبب في انفجار الأوضاع، ولسان حال الأهالي إلى متى يستمر الوضع على ما هو عليه دون تدخل من أحد؟ وخلال حركة العابرين إلى مشاتي تهامة والمناطق الأخرى في عطلة نهاية الأسبوع»، مشيرا إلى حرص إدارته على الاستماع لشكاوى الأهالي واقتراحاتهم. وفيما اتفق الكثير من الأهالي مع تراجع حجم الوفيات والإصابات، إلا أنهم اعتبروا أن العدد الكبير كاف لإطلاق الصرخات، حسبما عبر كل من مشبب بن عذبة وعبدالله بن لاحق ومحمد العسيري وسعد بن عذبة وفهد الزهراني وسعد الشهراني، الذين أكدوا أن الوضع يجب أن يحسم نهائيا، لأن استمرار نزيف الطريق وإن تقلصت كميته يعني أن العمل يجب أن يستمر لإيقافه نهائيا، «فالإجازة ما زالت تعتبر للأسر شبحا يجب أن ينتهي، والكل يريد الرحيل للمشاتي في محافظات الشقيق والدرب في مشاتي تهامة عن طريق عقبة ضلع أسبوعيا، لكن شبح الحوادث يسيطر على الصغار قبل الكبار، وهو أمر ينعكس على التصرف خلال القيادة بصورة سلبية، فيما الطريق يشهد زحاما واضحا في كل الطرق المؤدية إلى العقبة، خاصة عملية التلاقي وجها لوجه في ظل الطرق ذات المسار الواحد، ولا نظن أن أحدا من العابرين لا يرى أو يسمع خلال رحلته عن حادث». واعتبروا أن الأمر لا يخضع لتهور بعض السائقين «يجب أن تتكاتف الجهات المسؤولة لتعرف أن الطريق لا يشهد مجرد تهور سائقين، لتحسمه الدوريات والمرور السري، التي ما زالت تشهد قلة في العدد لمواجهة كثرة المتهورين والتجاوزات، بل في غياب المواصفات على الطرق الوعرة التي صرفت عليها ملايين الريالات، على الرغم من أن هذه المشروعات تم استلامها من المقاول، فكيف يتم ذلك وهي غير مطابقة، وإن كانت مطابقة فلماذا ما زالت تتسبب في كل تلك الحوادث المستمرة». انتشار مروري مدير مرور منطقة عسير اللواء سعيد آل مزهر ينظر للوضع بصورة أكثر تفاؤلا من نظرة العديد من الأهالي: «فإحصائية الوفيات والإصابات تقلصت إلى درجة كبيرة تؤكد مدى نجاح الخطط التي تنفذها الجهات المختصة، ومن بينها المرور لحماية العابرين، خاصة أنها تشمل انتشار المرور السري بصورة مكثفة، لتعمل إلى جانب الدوريات الاعتيادية التي لا يقل عددها عن 15 دورية في حال الزحام والمواسم،