بينما تصدر محكمة جنايات بورسعيد في مصر برئاسة المستشار صبحي عبدالمجيد اليوم (السبت) حكمها في قضية مجزرة ستاد بورسعيد الرياضي، والتي أسفرت عن مقتل 73 شخصا وإصابة 254 آخرين في خضم أحداث العنف التي شهدتها إحدى مباريات كرة القدم بين الناديين الأهلي والمصري البورسعيدي مطلع شهر فبراير من العام الماضي. باتت الأوضاع في مصر حتى وقت متأخر من ليلة أمس مفتوحة لكل السيناريوهات، مع استمرار الاشتباكات الدامية بين الأمن والمتظاهرين في القاهرة والاسكندرية وعدد من المحافظات المصرية، إلى جانب محاولات اقتحام مبنى الإذاعة والتلفزيون «ماسبيرو» ومقار للإخوان، وتعطيل مترو الأنفاق والشرايين الرئيسية وخطوط السكك الحديدية في 7 محافظات. وتنعقد المحكمة منذ بداية جلساتها في 17 أبريل من العام الماضي، وحتى جلسة النطق بالحكم المرتقبة، بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرةالجديدة بدلا من مقرها الأصلي بمحافظة بورسعيد، وذلك لدواع الأمن وحفظ النظام أثناء انعقاد الجلسات، حيث تم عقد جلسات شبه متوالية لسماع الشهود في القضية، وتنفيذ طلبات هيئة الدفاع عن المتهمين، وسماع المرافعات من النيابة والدفاع، ثم حجز القضية للنطق بالحكم. وفي هذا الوقت، ارتفع سقف مطالب المتظاهرين أمس في الذكرى الثانية لثورة 25 يناير إلى «إسقاط النظام» لأول مرة منذ انتخاب الرئيس محمد مرسي، وهو ما كانت تتحشاه قيادات المعارضة، التي كانت تؤكد أنها ليست ضد شرعية جاءت عن طريق صناديق الاقتراع. ومن ناحية أخرى، هاجم عدد كبير من المتظاهرين مقار حزب «الحرية والعدالة»، بالقاهرة والبحيرة والقليوبية والدقهلية، والشرقية، وتعرض مقر موقع «إخوان أون لاين» لهجوم بالزجاجات الحارقة بمنطقة التوفيقية بوسط البلد، وتجمع قرابة 2000 شخص مدججين بالأسلحة البيضاء والسيوف من المنتمين لجماعة الإخوان بجوار مسجد رابعة لتأمين قصر الاتحادية في حال فشلت قوات الأمن من منع المتظاهرين من اقتحامه. وتجاوز عدد المصابين جراء المصادمات مع الأمن على مستوى الجمهورية أكثر من 300 شخص، فيما قال مسعفون إن سبعة أشخاص على الأقل قتلوا في إطلاق نار بمدينة السويس والإسماعيلية، وتخطى عدد المتظاهريين في ميدان التحرير المليون شخص، وقام المحتجون على حكم «جماعة الإخوان المسلمين» بقطع عشرات الطرق الرئسية والفرعية وعدد من خطوط السكك الحديدية وشبكات المترو، . من جهة ثانية، أكد المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة المصرية انتشار عناصر رمزية تابعة للمنطقة المركزية العسكرية بمداخل القاهرة الكبرى، موضحا أنه إجراء احترازي روتيني خلال الظروف الدقيقة. كما قال مصدر عسكري مصري أن قوات الجيش في ثكناتها على مستوى كافة التشكيلات التعبوية لتأمين حدود مصر ضد أي اعتداءات داخلية أو خارجية مشيرا، إلى أن القوات المسلحة لم تتوجه أمس فى أي مواقع مدنية إضافية عدا محيط وزارة الداخلية والسفارتين السعودية والأمريكية التي تؤمنها قوات المنطقة المركزية العسكرية.