بعد فوز اليمين ويسار الوسط الإسرائيلي بعدد متساو من المقاعد في الكنيست الإسرائيلي في الانتخابات العامة، وإعلان نتنياهو عن استعداد لتشكيل أوسع حكومة ممكنة وافتخاره بدعمه للاستيطان.. كيف ستيعامل الفلسطينيون مع المعطيات الجديدة الإسرائيلية؟ إعداد: بارعة فارس بيروت اليمين الإسرائيلي .. واضمحلال صوت السلام إن الصوت الفلسطيني في الانتخابات الإسرائيلية هو مجرد ديكور لعملية سياسية بشعة يحاول الصهاينة عبرها تجميل ما يقومون به لا بل ترويج لفكرة الدولة الإسرائيلية العادلة بين أبنائها، حيث يسمح لكل من يحمل الجنسية الإسرائيلية وبلغ عمر 18 سنة المشاركة في الانتخابات وهذا ما هو متاح للفلسطينيين الذين لم يغادروا أرضهم وبقوا في مدنهم وقراهم الفلسطينية داخل ما سمي بالخط الأخضر بالمشاركة في الانتخابات على قاعدة أنهم من مواطني دولة إسرائيل ويحملون الجنسية. وقد استغلت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة استثمار السماح بمشاركة الفلسطينيين في الانتخابات البرلمانية لتظهر أمام نفسها وأمام الرأي العام العالمي بأنها تعطي الفلسطينيين عندها حقوقهم السياسية، ولتظهر أيضا محاولة تلميع صورتها البشعة بأنها دولة ديموقراطية وأنها حالة مختلفة عن العرب. فيما الحقيقة عكس ذلك تماما، فهي في الوقت الذي تمنح مواطنيها اليهود كامل الحريات السياسية والديموقراطية والاجتماعية والرعائية تحرم الفلسطينيين أصحاب الأرض جميع هذه الحقوق وتمارس بحقهم أبشع الممارسات القمعية، فالفلسطيني داخل إسرائيل ممنوع عليه البناء في أرضه، أي لا يمنح رخصة بناء ولا رخصة ترميم البناء، كما أن التنمية والخدمات تتوقف عندما تصل إلى الأحياء العربية في مدن حيفا ويافا وغيرهما، فترى أحياء الفلسطينيين في هذه المدن أحياء منكوبة، كما ممنوع على الفلسطينيين الذين تهجروا من قراهم داخل أراضي 1948 واستقروا في مدن فلسطينية داخل إسرائيل الرجوع إلى قراهم وهذا ما حدث مع القرى في شمال إسرائيل، فالحكومات الإسرائيلية منعت سكان وأهالي قريتي أقرت وكفربرعم (قريتان كان يسكنهما مسيحيون من الطائفة المارونية)، كما لجأ الجيش الإسرائيلي إلى هدم منازل هاتين القريتين وأبقى على الكنيسة فقط قائمة من غير هدم. كما يلاحظ غياب موضوع التسوية مع الفلسطينيين عن برامج جميع الأحزاب الإسرائيلية المتنافسة على مقاعد الكنيست والمثير للدهشة أن كلمة التسوية أو السلام غابت عن برامج الأحزاب اليسارية واليمينية ونظرا لتصاعد اليمين الإسرائيلي الداعي إلى طرد الفلسطينيين العرب من مدنهم وقراهم التي تمسكوا بالبقاء فيها منذ 1948 وتحملوا كافة أنواع الظلم للبقاء في أرضهم لم يعد يجرؤ أي حزب سياسي إسرائيلي على طرح التسوية مع الفلسطينيين على قاعدة الدولتين، لذلك رد نتنياهو على دعوة أوباما الداعية إلى ضرورة العمل لتسوية بين إسرائيل والفلسطينيين وأن هذا لمصلحة إسرائيل كان رد نتنياهو بغطرسة: «رئيس وزراء إسرائيل يعرف مصلحة إسرائيل وليس غيره».