يفسرها محمد الأحمد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالرؤيا الصادقة التي تتحقق إذا رآها المؤمن علامة خير له، روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح. والرؤيا الصادقة من صفات أولياء الله تعالى، روى أحمد والترمذي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله تعالى: لهم البشرى في الحياة الدنيا قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له. فعلى من أكرمه الله تعالى بصدق الرؤيا أن يشكر الله على هذه النعمة، وأن يزداد تمسكا بدين الله وشرعه. ولا يغتر بذلك ولا يتكل عليه، فالرؤيا الصادقة الصالحة تسر ولا تغر وليس معنى ذلك أن الرؤيا الصادقة لا تأتي إلا لاصحاب العبادات والتقوى فقط بل رحمة الله واسعة فالرؤيا يكرم الله بها من يشاء من عباده. أما البشارة ليزداد بها الانسان فرحا أو تحذيرا لينتبه بها الانسان البعيد عن الله ويعود الى طريق الحق والصواب، وكلتا الحالتين إنما هي من محبة الله عز وجل لعبادة ليزداد المؤمن إيمانا ويفيق الغافل من غفوتة ب التوبة والاستغفار مما هو عليه، ومن اهم عوامل صدق الرؤيا هو صدق اللسان وصفاء القلب من كافة الشوائب الدنيوية الزائلة والتي تفقد الانسان الخشوع والخضوع في أي عمل يقوم به الشخص بينه وبين ربه حيث يكون اثناء العبادة بجسده وقلبه مشغول بما هو فيه من اهواء الدنيا نسأل الله لي ولكم قلبا خاشعا ولسانا ذاكرا ورحمة يبشرنا بها سبحانه في الدنيا والآخرة .. والله أعلم.