يجمع الرياضيون السعوديون على أن اقتراح الأمير خالد الفيصل بتغيير المنتخب بالكامل والزج بأسماء شابة واعدة والصبر عليها، يمثل أحد الحلول المهمة التي يجب الأخذ بها كون ذلك من شأنه انتشال الأخضر من حالة الإحباط التي رافقته في كافة الاستحقاقات الماضية، واعتبروا تشخيصه واقتراحه منبثق عن خبرة طويلة قد تكون «روشتة» الدواء للمشاكل المستعصية التي مافتئت تنخر في الرياضة السعودية في السنوات الماضية، وطالب النقاد بالعمل سريعا على مامن شأنه تعزيز المعنويات وإعادة الروح للرياضة في الممكلة بعد موجة الانتكاسات التي مرت بها وعصفت بالكثير من الأمنيات والتطلعات للجيل الجديد المتعطش للبطولات والمستويات المميزة. إذ امتدح اللاعب السابق محمد السويلم هذا الاقتراح وقال: لاشك أن هذا الاقتراح انطلق من شخصية رياضية بحجم الأمير خالد الفيصل الذي يملك ثقافة ورؤية رياضية واسعة فهو يعد من المؤسسين للرياضة السعودية وربما يكون هذا الحل هو واحد من الحلول التي ستعيد الهيبة من خلال وجود وجوه جديدة وشابة بعيدة عن الاحباطات والصدامات المختلفة التي عاشها اللاعبين السابقين من خلال الخسائر التي ربما أصبحت عادة للاعبي هذا الجيل بحيث يكون الإحلال تدريجيا وقائما على خطة مستقبلية تراعي المشاركات القادمة وتمنح الفرصة لكافة اللاعبين السعوديين ومن الأندية بكافة درجاتها بحيث ننتهي من مرحلة التدوير القائمة حاليا في المنتخب وبنفس الوجوه السابقة وحتى يكون ذلك رسالة قوية للاعبين بأن الانضمام للمنتخب حلما ليس من السهل الحصول عليه كما كان في الفترة السابقة. وأضاف السويلم أن من يصنع هذا الحل هو إدارة المنتخبات ليبقى العامل الأهم في الوصول للنجاح المنشود معتمدا على من يقوم على الإدارة والإشراف على المنتخب بشكل احترافي يسهم في بلورة وتطوير عطاء اللاعبين داخل المستطيل الأخضر. جيل التصحيح بينما يرى قائد المنتخب السعودي سابقا صالح النعيمة أن وقوف هامة بقيمة الأمير خالد الفيصل خلف الاقتراح بإحلال وجوه جديدة لتمثيل المنتخب السعودي يدل على النظرة الثاقبة التي اكتسبها من خلال خبرته الرياضية الواسعة البعيدة عن شخصنة الأمور فلذا نحن نضم أصواتنا لصوت سموه الذي يكفيه فخرا أنه من أسس دورة الخليج التي أظهرت نجوما خليجيين اكتسبوا سمعة كبيرة من خلال مشاركاتهم مع منتخبات بلدانهم .. فلذا كانت نظرته مستقبلية لإيجاد جيل يعيد للكرة السعودية هيبتها ويمحو سلبيات المنتخب السابقة والاحباطات التي مرت على الكرة السعودية. ويؤكد الناقد والكاتب الرياضي صالح الحمادي على أن هذا الاقتراح قد صدر من رجل رياضي مخضرم بقيمة الأمير خالد الفيصل لاشك أن الاقتراح جاء من شخصية رياضية تعد من الرواد الأوائل في تأسيس الرياضة السعودية عامة وكرة القدم بشكل خاص وهو بالتأكيد من الخبرات الرياضية التي نستفيد من آرائه ونظرته المستقبلية الثاقبة، وبرأيي أنه أصاب كبد الحقيقة. وأضاف كي تكتمل بوادر المنجز القادم لا بد أن يتم مراجعة وتصحيح الكثير من الأمور الإدارية في الأندية التي تعد الأساس في تقديم اللاعبين لاسيما فيما يتعلق بمنظومة الاحتراف الذي يجب توظيفه بصورة صحيحة لخدمة كرة القدم السعودية انطلاقا من اهتمام الأندية بكافة قطاعاتها بدءا من الأكاديميات مرورا بالمراحل السنية وصولا للفريق الأول وعلى الأندية البداية الفعلية لتطبيق ذلك من الموسم القادم خاصة فيما يخص الأموال الكبيرة التي تمنح للاعبين فتسببت في انخفاض مستوياتهم فالتجارب السابقة أثبتت أن عطاء اللاعب السعودي يتناسب عكسيا مع ما يستلمه من مبالغ ، فكلما زاد دخل اللاعبين قل عطائهم .. فلذا يجب تحديد سقف لا يتم تجاوزه بأي حال من الأحوال من ناحية حقوق اللاعبين كمرتبات شهرية بحيث تبدأ من 5000 آلاف ريال ولا تتجاوز 75000 ألف ريال، كما يجب التركيز على جوانب مهمة ستسهم في التطور المنشود من خلال الاهتمام بالكوادر الوطنية تدريبيا وتحكيميا وغيرها من المجالات المرتبطة بكرة القدم. التغيير جزء من الحل بدوره يؤكد الناقد الرياضي عبدالله الضويحي أن حل المنتخب جزء من حلول مطلوب العمل بها وقال إن اقتراح الأمير خالد هو عين الحقيقة وهو ما طالبنا كثيرا به .. ولكن أعتقد أن ذلك ليس المنقذ للكرة السعودية مكانتها ولكنه جزء هام من الحلول فالاهتمام بالمراحل السنية وإحلال اللاعبين الشباب المميزين مكان اللاعبين الذين أصابهم الإحباط جراء النتائج الغير مرضية فأصبح من الصعوبة بمكان انتشالهم مما تعرضوا له من إخفاقات لتبقى القضية مرتبطة بالجميع وخاصة الجماهير والإعلام الرياضي في كيفية التعامل ودعم الوجوه الشابة فاللاعب يظل بشرا له أحاسيس ومشاعر يجب أن نوليها اهتماما كبيرا. وأضاف الضويحي لقد تم إبعاد ريكارد وسيحضر غيره ولكن الأهم هل سيتوقف الإعلام عن مطالبته بضم فلان من اللاعبين وإبعاد علان والتدخل في كل كبيرة وصغيرة ما يربك عمل القائمين على شؤون المنتخب، وهذا ما أشك فيه لا حاضرا ولا مستقبلا. التجديد والتطوير ويؤيد الكاتب الرياضي عادل الملحم ما ذهب له الأمير خالد الفيصل ويقول: بلا شك نحن من المؤيدين لرؤية الأمير خالد خاصة أنها نابعة من خبرة رياضية كبيرة يتمتع بها سموه، والمتابع يدرك أن التجديد هو سمة الحياة وخير دليل ماثلا أمامنا هو مشاركة الإمارات بمنتخب جديد لم تكن عليهم ضغوط فحققوا البطولة وبمستويات مميزة ولو رجعنا بالذاكرة لخليجي «20» حينما شارك منتخبنا بوجوه شابة فحققوا نتائج ومستويات مميزة نالوا بها رضا الجميع بالرغم من عدم تحقيقهم البطولة ولكن حينما شاركنا بالمنتخب الأول خرجنا بنتائج هزيلة، فالتجديد أصبح ضرورة ملحة ولو تحدثنا عن أهمية تواجد عنصر الخبرة في صفوف المنتخب فكان يجب ضم اللاعبين حسين عبدالغني ومحمد نور ولكن تظل النظرة الصحيحة هي منح الوجوه الشابة التي تمتلك الرغبة لإثبات الوجود وتقديم ما لديها بعيدا عن المجاملات التي ستقودنا لمزيد من الإخفاقات. هيبة الكرة السعودية ويرى رئيس نادي الرائد فهد المطوع أن اقتراح الأمير خالد الفيصل عين العقل وصادر من رجل رياضي خبير، إذ قال نحن مع اقتراحه فحل المنتخب الذي تعود لاعبوه على الخسائر بعد اكتفائهم بما حققوه وإحلال وجوه شابة من الناشئين الذين قدموا مستويات لافته في مشاركاتهم وكانوا نواة قوية قادرة على إعادة هيبة الكرة السعودية ولكن عدم منحهم الفرصة غيب أغلبهم وطوى صفحتهم، ولو نظرنا للدول القريبة منا والتي نجحت وبتميز في تطور كرتها من خلال منحها للأجيال القادمة فرصة إثبات الوجود بدليل واضح وقريب منا وهو نجاح الإمارات بإيجاد منتخب شاب كان له الكلمة الأقوى في جميع مشاركاته وآخرها فوزه ببطولة كأس الخليج ومن قبلها سلطنة عمان. واستطرد المطوع بالإضافة لحل المنتخب يجب حل كل اللجان القائمة عليه واستبدالهم بأشخاص يملكون الرغبة والطموح للعطاء والتميز واستثمار الإمكانيات والمواهب التي تعج بها أنديتنا بمختلف درجاتها. الشباب والمستقبل ويؤيد عضو شرف النادي الأهلي خالد أبو راشد اقتراح الأمير خالد الفيصل وأنه كان في محله ويقول: لقد آن الأوان أن تمنح الفرصة للوجوه الشابة الطامحة لتقديم ما لديها كما يجب أن يقوم الاتحاد السعودي بدراسة وتشخيص الأخطاء السابقة من خلال الحزم مع اللاعبين وعدم التدخل في شؤون المدربين وكذلك معالجة الأمور السلبية التي خرجت على السطح مؤخرا وأن يبدأ الاتحاد بإصلاح نفسه من خلال معرفة الأسس التي يتم على ضوئها اختيار الأجهزة الفنية ومعالجة الانفلات الإداري في المنتخب مع اللاعبين وهذا يتطلب تغيير كافة الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين والبدء بصورة صحيحة قائمة على مبدأ الثواب والعقاب والمحاسبة الدقيقة والشاملة. من جانبه يرى الكاتب والناقد الرياضي حمد الدبيخي أن من يحكم كل ذلك هو عطاء اللاعب مع فريقه بغض النظر عن اسمه وسنه، وقال: ربما أن الأمير خالد الفيصل بخبرته الرياضية الكبيرة قد انطلق برؤيته بضرورة وجود منتخب من الوجوه الشابة بعد أن تكتسب الخبرة والتعاطي مع المباريات من خلال مشاركتها مع أنديتها في الدوري. وأضاف الدبيخي يجب أن تحدد قيمة اللاعب الفنية انضمامه للمنتخب من عدمه أما التجديد لمجرد تغيير الوجوه فلن يجدي نفعا خاصة في ظل بروز وجوه شابة سرعان ما تختفي وتتلاشى ليبقى الأهم من وجهة نظري هو سن أنظمة قوية تكفل أن يقدم اللاعب مع المنتخب نفس عطاءه في ناديه.