لم يسبق لي قراءة توضيح طبي مقنع يشرح لي ولغيري ما يحصل من نسيان لبعض الأشياء في جوف المرضى خلال العمليات الجراحية التي تجرى لهم، حيث يشعر المريض عادة بآلام حادة حتى بعد اندمال جروح العملية، فإذا راجع المستشفيات وعملت له الأشعة اللازمة قيل له في بطنك مقص أو فوطة أو قطعة قطن أو ملقاط، لتتم إعادة فتح البطن من جديد لإخراج ما نسي فيها من أشياء غريبة وخردوات، ومحاسبة من تسببوا في ما حصل إن طالب المريض أو ذووه بتلك المحاسبة، ولكن لا يتم تفسير الأسباب الكامنة وراء عملية نسيان مقص فالح في البطن أو حتى شاشة أو فوطة صغيرة، مع أن من الواجب توضيح ذلك للناس بطريقة صادقة ومقنعة حتى يفهموا ما جرى على وجه التحديد، ولست أدري إن كان ذلك النسيان يعد نوعا من الإهمال أم أنه خطأ طبي أم أنه كلاهما معا، كما أنني لا أعلم إن كان مثله يحصل في الدول المتقدمة طبيا أم أنه لا يحصل إلا في عالمنا الثالث، حيث يكون الداخل لغرف العمليات مفقودا والخارج منها ناجيا من الموت مولودا. وأذكر أن مواطنا جاءني قبل سنوات طويلة وقد بدا عليه الهزال ووضع بين يدي صور أشعة وتقارير طبية فهمت من خلالها أنه تم نسيان مقص طوله خمسة عشر سم في بطنه وأنه أبقى المقص ورفض دعوة الطبيب المعالج لإعادة فتح البطن لإخراج المقص، لأنه يتوقع الحصول على تعويض سخي، ولما سألته عن المدة التي بقي فيها المقص ممددا في بطنه، قال: إنها سبعة شهور، فأدركت مدى جهل الرجل بمصلحته وتعريضه لصحته وحياته للخطر والتسمم الدموي نتيجة بقاء المقص في جوفه، وأنه ربما يكون وراء ما يعانيه من هزال وآلام لا تطاق، ونصحته بمراجعة أقرب مستشفى حكومي لإجراء عملية إخراج المقص لأن التعويض السخي المنشود قد لا يكون سخيا وقد لا يكون على الإطلاق. ولعله يكون قد فعل ونجا!. والحاصل والفاصل أن أخبار نسيان المقصات والفوط والمناشف والشراشف والملاقط وقطع القطن داخل البطن لم تزل الصحف تنشرها بين الفينة والأخرى كأنها من الأخبار الطريفة الظريفة الخفيفة مع أنها أخبار خطيرة ومؤلمة وجديرة بالاهتمام وطرح التساؤلات وتلقى التوضيحات والإجابات من الأطباء والباشوات!. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة