أكدت المملكة استمرارها في تقديم المساعدة والدعم لتعزيز الاستقرار والتنمية في أفغانستان، واهتمامها الكبير لتطوير علاقات التعاون مع أفغانستان على مختلف الأصعدة الاقتصادية والثقافية والاستثمارية، وعلى المستويات الثنائية والإقليمية والدولية. جاء ذلك في كلمة للأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف أمام اجتماع الحوار السياسي الإقليمي بشأن أفغانستان في أبوظبي. وبين أن ما سبق أن قدمته المملكة والتزمت به لجمهورية أفغانستان تجاوز 475 مليون دولار، بالإضافة للمساعدات العينية والفنية والأكاديمية. وقال الأمير تركي أتحدث أمام هذا الاجتماع التشاوري الهام، والذي يأتي امتدادا لما سبق من مبادرات ومؤتمرات، وعلى رأسها مؤتمر «قلب آسيا» الوزاري المنبثق عن عملية اسطنبول من أجل الأمن والتعاون الإقليميين، منوها في الوقت ذاته بما حققته عملية اسطنبول من تقدم نحو إقامة تعاون إقليمي لإيجاد حلول مشتركة لمشاكل المنطقة، وتقديم الدعم والعون لأفغانستان لمواجهة المعوقات والتحديات. وأوضح أن مشاركة المملكة في أعمال مؤتمري اسطنبول وكابول، جاء كونها إحدى دول مبادرة عملية اسطنبول، حيث جدد المشاركون فيهما تأكيدهم على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي، ودعم أفغانستان في مجالات الأمن وإعادة الإعمار والتنمية، مع احترام سيادتها ووحدة وسلامة أراضيها، ومكافحة الإرهاب والتطرف الذي يشكل تحديا للمجتمع الدولي. وأكد الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود على دعم المملكة لجهود الهيئة العليا للسلام في أفغانستان، وتهيئة الظروف المناسبة لتوحيد القوى الوطنية، وإنجاز المصالحة الوطنية الأفغانية الشاملة بين كافة الفصائل والتيارات الأفغانية. وقال في سبيل تضافر الجهود لدعم إحلال السلام في أفغانستان، وتحقيق المصالحة بين الأطراف الأفغانية، فقد زار الرئيس الجديد للهيئة سعادة السفير صلاح الدين رباني المملكة على رأس وفد من الهيئة في شهر يوليو 2012 م، حيث قدم عرضا هاما للمسؤولين بخصوص تصورات الحكومة الأفغانية لجهود المصالحة الوطنية في أفغانستان، والخطوات المستقبلية الواجب اتباعها في ظل المرحلة الانتقالية واكتمال تولي القوات الأفغانية الوطنية مهام الأمن في البلاد.