عندما نتجه جميعا إلى التربية والتعليم تتركز نظرتنا إلى المدرسة والطالب والمعلم والمنهج وهم أعمدة التربية والتعليم لكن ألا يستحق الإشراف التربوي أن يكون إحدى هذه الحلقات المهمة. إن الإشراف التربوي عنصر مهم من عناصر العملية التربوية؛ لما له من دورٍ كبير في تحسين أداء المعلمين والمعلمات ؛ بل في الارتقاء بالعملية التربوية بجميع عناصرها. الإشراف التربوي عملية قيادية تتوافر فيها مقومات الشخصية القوية التي تستطيع التأثير في المعلمين والطلاب وغيرهم ممن لهم علاقة بالعملية التربوية وتعمل على تنسيق جهودهم من اجل تحسين تلك العملية وتحقيق أهدافها فهو عملية تفاعلية تتغير ممارستها بتغير الموقف والحاجات التي تقابلها ومتابعة كل جديد في مجال الفكر التربوي والتقدم العلمي. إنه عملية تعاونية في مراحلها المختلفة (من تخطيط وتنسيق وتنفيذ وتقويم ومتابعة) ترحب باختلاف وجهات النظر بما يغطي على العلاقة السليمة بين المشرف والمعلم وينظم العلاقة بينهما لمواجهة المشكلات التربوية وإيجاد الحلول المناسبة. انها عملية تعني تنمية العلاقات الإنسانية والمشاركة الوجدانية في الحقل التربوي بحيث تتحقق الترجمة الفعلية لمبادئ الشورى والإخلاص والمحبة والإرشاد في العمل والجدية في العطاء والبعد عن استخدام السلطة وكثرة العقوبات وتصيد الأخطاء. إنها عملية تشجع البحث والتجريب والإبداع وتوظف نتائجها لتحسين التعلم وتقوم على السعي لتحقيق أهداف واضحة قابلة للملاحظة والقياس. إنها عملية مرنة متطورة تتحرر من القيود الروتينية، وتشجع المبادرات الإيجابية وتعمل على نشر الخبرات الجيدة والتجارب الناجحة ، وتتجه إلى مرونة العمل وتنويع الأساليب. إنها عملية مستمرة في سيرها نحو الأفضل، لا تبدأ عند زيارة مشرف وتنقضي بانقضاء تلك الزيارة بل يتمم المشرف اللاحق مسيرة المشرف السابق. إنها عملية تعتمد على الواقعية المدعمة بالأدلة الميدانية والممارسة العملية وعلى الصراحة التامة في تشخيص نواحي القصور في العملية التربوية مع احترام الفروق الفردية بين المعلمين وتقدرها فتقبل المعلم الضعيف أو المتذمر، كما تقبل المعلم المبدع والنشيط. لذلك هل أعطي الإشراف التربوي حقه من الوزارة والميدان التربوي والمجتمع والإعلام. خيرة آل مثاعي